كرست حالة الوجوم التي بدت على وجه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال لقائه بالرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بقصر الاتحادية، حالة البرود التي تحكم علاقات الطرفين منذ وصول الرئيس السيسي للسلطة؛ فالأخير لا يخفي دومًا عدم رضائه الكامل عن أداء الطيب غير المتماهي مع حكمه بالمقارنة بالحماسة الزائدة التي يبديها كل من علي جمعة مفتي الجمهورية السابق ومحمد مختار جمعة وزير الأوقاف للوضع السياسي القائم.
وعكست حالة النظرات الحادة التي التقطتها عدسات المصورين خلال لقاء الطرفين وصول العلاقة بين الرئيس السيسي وشيخ الأزهر لطريق مسدود في ظل حالة الغضب الرئاسي على عدم تعاطي شيخ الأزهر بإيجابية مع دعوات تجديد الخطاب الديني وعدم ارتياحه مع حالة التحفظ التي يبديها الطيب مع حملة ضد الثوابت على الدين الإسلامي التي قادها عدد من رموز الفكر التغريبي والعلماني خلال الفترة الأخيرة.
وكشفت مصادر مطلعة أن الرئيس السيسي قد صب جم غضبه على عدم شن الأزهر حملة قوية على جماعات الإسلام السياسي وفي القلب منها جماعة الإخوان وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش، وإصراره على تبني موقف متطرف من الشيعة، متجاهلاً مواقف النظام المتقاربة مع إيران والعراق والنظام السوري، فضلاً عن تبرؤ الأزهر من مؤتمر جروزني الذي أخرج التيار السلفي بين أهل السنة والجماعة وتقديمه شبه اعتذار للسعودية قد زاد من الاستياء الرسمي من موقف شيخ الأزهر خصوصًا أن علاقات القاهرة والرياض تمر بأزمة شديدة. ولم تتوقف حالة الغضب الرئاسي عند هذا الحد، بل أكدت المصادر أن السيسي قد ألمح للطيب بعدم ارتياح الرئاسة لأداء المؤسسة الدينية الأولى وبل بوجود عدد من الشخصيات في الساحة الدينية مؤهلة لخلافته منهم بالطبع الدكتور علي جمعة المؤيد على طول الخط للسلطة والمعادي لجماعة الإخوان وما يطلق عليه الجماعات التكفيرية، وهو ما اعتبره شيخ الأزهر إهانة شديدة له باعتباره مخالفة لتعامل كل رؤساء الرؤساء مع مشايخ الأزهر.
شيخ الأزهر ووفقًا لمصادر مطلعة حاول امتصاص الغضب الرئيسي مستعرضًا خلال اجتماعه مع الرئيس كل الجهود التي قام بها الأزهر خلال الفترة الأخيرة في تجديد الخطاب الديني ودحر التطرف ووجود ارتياح دولي لهذا الدور في تكريس الفكر الوسطي المعتدل وهو ما ظهر بوضوح في إطار جولة الطيب الأوروبية واستقباله الحاشد في باريس والفاتيكان، الأمر الذي لم يبد السيسي تفهمًا له.
ولم تستبعد المصادر أن يكون قرار شيخ الأزهر بمنع استضافة المستشار الديني للرئيس وعضو اللجنة الدينية لمجلس النواب الدكتور أسامة الأزهري في الفعاليات الدينية الخاصة بالأزهر الشريف هو من فجر الغضب الرئاسي على شيخ الأزهر، ودعا الرئيس لاستدعائه للمرة الخامسة خلال هذا العام، باعتبار أن الأزهري والمقرب بشدة من الرئيس يجهز لمناصب رفيعة المستوى داخل المؤسسة الدينية، فضلاً عن ارتباطه بصلات قوية مع مفتي الجمهورية السابق علي جمعة الذي يحظى برضا الرئاسة وأجهزة الدولة السياسية.
ولم تستبعد المصادر تفجير عدد من القنابل الموقوتة في وجه شيخ الأزهر خلال المرحلة القادمة، لاسيما أن الرئاسة ما زالت تتخذ موقفًا غامضًا من اعتماد رئاسة الدكتور إبراهيم هدهد رئيس جامعة الأزهر حتى الآن رغم إلحاح شيخ الأزهر في اعتماده، فضلاً عن إمكانية إعادة الأجهزة الأمنية الكرة بإعادة طرح ملف الخطب الموحدة التي كان يطرحها وزير الأوقاف مختار جمعة، إثر تراجعه عنه بأوامر رئاسية بعد دخول المشير طنطاوي على خط الوساطة بين شيخ الأزهر والرئاسة بشكل أخرج الطيب من أزمة الخطبة الموحدة وهو أمر يصعب تكراره مستقبلاً.
مثل اليهود بالضبط؟؟
خطوة في الطريق الصحيح عساهم ع القوة
كبيييييره أوي صعبه جداً