من أسوأ الفترات والعصور التي مرت على العراق الجريح منذ الملكية وحتى الآن، العصر البائد الذي تولى فيه “هالكي” العراق المالكي زمام الأمور في العراق، حيث ابتدأ بتفريس العراق وكان أحد أهم أركان تمدد المشروع الفارسي في المفاصل العراقية جميعها، فعلامَ الاستغراب إذا سلَّم الموصل للدواعش بشكل غير مباشر عندما أمر قوات الجيش العراقي بالانسحاب من الموصل، وإتاحة الفرصة للدواعش لاحتلال الموصل وحتى يكون هناك سببٌ مقنعٌ لاجتياح الموصل والقضاء على سنتة من أهالي الموصل دون أن يكون “هالكي” العراق المالكي محل اتهامٍ من أية جهة.
وهذا – تحديدًا – المخطط الإيراني الصفوي الفارسي تجاه الموصل وقبل ذلك الفلوجة وغيرها من المناطق السنية في العراق، الذي ترجمته أحقاد وطائفية وشعارات هالكي العراق المالكي النتنة البغيضة الإرهابية، والتي أطلقها على امتداد الفترة الظلامية السوداء التي تولى خلالها زمام الأمور في العراق، ضد المكون السني،.
ولهذا المشهد القادم في الموصل نقول إن الموصل ذاهبةٌ لتصفيةٍ شاملة للمكون السني الذي يُشكل الأغلبية، حسب المخطط الإيراني الأمريكي الروسي فضلاً عن إقصاء وتهجير أهالي الموصل وتغيير التركيبة السكانية تمامًا، إضافة لأطماع المتنفذين من السياسيين العراقيين الذين يريدون نصيبًا من الكعكة من خلال إدارة وحكم الموصل، فضلاً عن تقطيع أوصال الموصل لعدة محافظات تسيطر عليها الأحزاب الخاضعة شكلاً ومضمونًا للمشروع الفارسي الصفوي الذي يريد ابتلاع العراق بكامله، عبر ميلشياتة التي ارتكبت أفضع عمليات التطهير العرقي وتدمير وإحراق السنة ومكتسباتهم ومقدراتهم، يقود كل تلك الميلشيات الحشد الصفوي الفارسي والذي أصبح الغطاء الشرعي لهذه الميلشيات التي تجاوزت الخمسين ميلشيا، ولهذا أقول – بكل حزنٍ وألم – عظَّم الله أجركم في الموصل.
أما حلب وما تشهده من أعمال بربرية همجية من قِبَل روسيا الإرهابية والتي حوَّلها بوتين الإرهابي مثلما صنع في تدمير العاصمة الشيشانية غروزني فضلاً عن أن الغرب يصفق وبهتف لروسيا ومجازرها في حلب باعتبار الجلاد الأسد هو الضامن الوحيد لأمن إسرائيل أولاً ثم الضامن لتقسيم سوريا وذوبان هويتها وعروبتها.
ولعل التوافق الغربي الروسي الإيراني في هذة المسألة على إبقاء الجلاد الأسد في مستقبل سوريا سينعكس بشكل مباشر على الملفين العراقي والسوري لاسيما بعد هزيمة إيران في اليمن والتي لم يستطيع الغرب دعمها ومساندتها كما هو الحال في الشأن السوري، كل ذلك بعيدًا عن الضجيج الأمريكي ودموع التماسيح التي يذرفها أوباما على شهداء حلب من الأطفال والنساء والشيوخ الذين تجاوزوا مائتي ألف شهيد، ولهذا سيبقى المربع الروسي الأمريكي الصهيوني الإيراني يدفع باتجاه سايكس بيكو جديدة مقسِّمة وطائفية بامتياز، ولهذا نقول عظَّم الله أجركم في حلب والشام بصفة عامة.
يبقى أن أقول أيها السادة، وامتداد لذلك فان حركة التاريخ العربي قد تتمحور خلال الربع قرن الأخير حول مقومات ذلك الصراع الذي يقوم على في جوهره بين أمة تدافع عن حقها في الوجود المتحرر وبين المربع الأمريكي الصهيوني الروسي الإيراني المغتصب لأراضينا والذي يريد إضعاف ذلك الوجود والنيل من مقومات الأمة ضمن مخطط استعماري بعيد المدى، فهل نعي ذلك أم نبقى في في سباتنا حتى يقذف بنا التاريخ في مزابله؟!.
أضف تعليق