أعجبني تصنيف أحد الأصدقاء العاملين في المجال الأمني حول اللصوص حيث قال الصديق أن اللصوص أنواع وأخذ الصديق يعددهم فمنهم اللص المتخصص في سرقة السيارات وهذا يكون محترف في فتح أقفال السيارات أو كسر النوافذ الزجاجية بآلات معينة وبسرعة ومهارة فائقة لا تجعل أحد من المارة يشكل فيه.. وهناك لص المنازل المتمرس والذي يختار التوقيت المناسب والمدخل المناسب لسرقة المنزل.. هذا غير اللص المحترف لمراكز التسوق وغيرها.
وفي إسقاط على ما يحدث في الساحة السياسية يبرز هنا نوع فاخر من أنواع اللصوص وهو اللص السياسي.. الذي يسرق أحلام الشعب وأصواتهم في الانتخابات ويستطيع بحرفية عالية أن يسلبهم هذه الأصوات خلسة ليأخذ ما ليس من حقة ولا هو أهل له ليتربع على كرسي البرلمان.
اللص السياسي.. نوع قديم جديد من اللصوص شاهدناه سابقا ونشاهده حاليا بوضوح.. وله أمثلة كثيرة في كل المجالس لكنها في السنوات الأخيرة أصبحت ظاهرة تستحق التأمل والتدقيق والتعامل معها بشكل ايجابي للحد من هذه الظاهرة التي باتت تؤرق المجتمع الكويتي كله.
لصوص السياسة هؤلاء الآن لديهم احترافية عالية ساعدت عليها وسائل التكنولوجيا الحديثة من أجهزة الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي فهؤلاء انتشروا بشكل رهيب واصبحوا يطاردوننا في منازلنا وفي ادق تفاصيل حياتنا فلا يمر يوم دون أن نجد صور هؤلاء وتصريحاتهم الكاذبة وفيديوهاتهم المغشوشة تتسرب عبر تويتر او الواتساب او الفيسبوك او حتى اليوتيوب والقنوات التلفزيونية المختلفة.
خطورة اللص السياسي أن سرقاته ليس لها حدود وبالقانون وهو لا يسرق مالك فقط كمواطن وإنما يسرق أيضا مستقبلك وحقك وحق أبنائك في التعليم والرعاية الصحية والسكن وهذه السرقات كلها على رغم خطورتها لا يحاسب عليها وإنما يكافأ في مقابلها بالرواتب المرتفعة والمميزات والتقدير والاحترام والاستقبال المشرف في أي ملتقى أو تجمع.
والغريب أن اللص دائما ما يختار ضحيته ويظل فترة يترقب الفرصة لينقض عليه.. أما اللص السياسي فهو يترقب نعم ولكن نحن الذين نختاره ونحدد له الوقت والتاريخ لينقض علينا وليسلبنا سعادتنا وبسمتنا وحياتنا وعملنا وحقوقنا الدستورية فاللص العادي في النهاية يدخل السجن بينما اللص السياسي يدخل البرلمان معززا مكرما وإن خرج منه تاليا خرج بكرش منتفخ ورصيد متضخم في البنوك.
ومع اختيار الشعب الجديد يتوارى لصوص وربما يبرز لصوص جدد يسرقون مستقبلنا لكن ربما يتصدى لهم الشرفاء من ممثلي الأمة الذي جاءوا الى المجلس عن استحقاق وجدارة.. عموما الأيام المقبلة ستظهر لنا ما يحمله هؤلاء في جعبتهم.. اللهم احفظ الكويت وشعبها من كل اللصوص بكل أنواعهم.
أضف تعليق