عُرف الدكتور حسن جوهر (مؤخراً) بأنه الرجل السياسي (الشيعي) المتوازن في طرحه وبعده عن الطائفية ، وهذا الأمر قد لا نختلف مع أغلبه ، وقد كان الدكتور حسن جوهر مضرب مثل في انصافه واعتداله إلى درجة أن تم اسقاطه من (المتطرفين) في الانتخابات الأخيرة له، ولكنه يطل علينا الدكتور في كل فترة من خلال زاويته بجريدة (الجريدة) في بعض الكتابات التي يُشم منها رائحة (الانحياز الطائفي) وكراهية التيار الإسلامي السني.
وقد فاجأنا الدكتور في مقاله الأخير الذي أبدى فيه وجهة نظر عن المجلس الحالي وما حصل في الجلسة الأولى، وسأقوم من خلال بعض النقاط التي تطرق لها في مقاله أرد على بعض النتائج التي توصل لها ولنعلم هل لا يزال معتدلاً أم لا؟!.
يتهم الدكتور حسن جوهر (الإسلاميين) كما قال بأنهم قد عقدوا صفقة مع الحكومة وكانت نهايتها الفشل والخزي والعار! .
والسؤال المهم كيف علم بوجود صفقة عند الإسلاميين ؟ وما هي الأدلة والمؤشرات على ذلك ؟، وكيف توصل بأنهم فشلوا في انتخابات نائب الرئيس ببيان حجمهم الحقيقي؟ فقد حقق د.جمعان الحربش نتيجة كبيرة خاصة أنه من الشخصيات المستهدفة من السلطة ورموز الفساد وهذا لا يختلف عليه العقلاء، فكانت نتيجة الجولة الأولى في صالح د.جمعان الحربش والثانية بفارق صوت فقط ! فأين هي الهزيمة القاسية التي جلبت العار والذل؟!، فإذا كان رقم 32 أو 31 يمثل هزيمة كبيرة فيبدو أن الدكتور حسن جوهر افتقد خبرته المتراكمة منذ عام 1996 في فهم الأرقام والنتائج!.
ويستمر الدكتور حسن جوهر في مهاجمة الإسلاميين بأن فازوا في هذه الانتخابات بمنافسة شرسة وخسارة لكثير منهم، وهذا أمر مستغرب فقد حقق د.عادل الدمخي المركز الرابع وأسامة الشاهين المركز الثامن في الدائرة الأولى وحقق محمد المطير ود.جمعان الحربش مراكز مميزة في الثانية، كما أن د.حمد المطر كان قريباً من النجاح ، وفي الثالثة حقق د. وليد الطبطبائي ومحمد الدلال وآخرين من المعارضة والمحافظين مراكز متقدمة، وفي الرابعة كذلك محمد هايف وعبدالله فهاد وغيرهم ، والخامسة نايف المرداس وغيره من المعارضة والمحافظين، وكانت الرموز الخاسرة من الإسلاميين والمعارضة قليلة والعكس هو الصحيح بسقوط الكثير من رموز مجلس 2013 وخسارة لشخصيات حكومية بارزة، مع سرعة الحل والحملات الشديدة من قوى الفساد.
فلماذا تغافل الدكتور جوهر عن هذه النتائج ! ، فهل هذه التوجهات منه تبين وسطيته واعتداله في مواقفه ؟! ، فلماذا هذا الانطباع المشوه تجاه الإسلاميين والمعارضة منذ الجلسة الأولى ؟!
هذه همسة بسيطة للدكتور حسن جوهر أتمنى منه أن يتقبلها بصدر رحب كما (عُرف) عنه ، و كذلك أتمنى أن يخيب ظني وشعوري بأن هذا الهجوم منه هو تقرب لبعض (القواعد).
أضف تعليق