تحذير: هذا المقال ليس مخصصا لعباد السلاطين.
منذ مدة ليست بقصيرة ذهبت كل أنظار العالم الى الثورات العربية التي أقيمت لحصاد الحرية و الكرامة، و أتت تحركاتنا العربية هادفةً للإرتقاء سياسيا و حقوقيا، فاستأثر الطغاة أن يجلسوا على عرشهم وإن كان ثمن ذلك أن تهدر دماء الشعوب كلها، و ليست معاناة التغييرات السياسية و الحقوقية بجديدة على تاريخنا البشري فقد عانت الثورة الفرنسية أضعاف ما نعانيه اليوم و قد شهدت الجرائم الدموية بامتياز أشد مما نشهده إلى درجة أن قادة الثورة كانوا يعدمون بالمقاصل أمام أعين الناس.
في زمن التراخي و الرفاه انقلبت آيات الكفاح فأصبح المحق مخطئاً و المخطيء صائباً، فنجد في خِضم كل تلك التحركات السياسية والمطالبات الحقوقية في الدول العربية، من يدافع بضراوة عن ثورةٍ معينة و في نفس الوقت ينهال بالتخوين و يصبح كالحمل الوديع إذا أتت المسألة لنظام قمعي ما في دولة أخرى، و لم يحدث ذلك إلا لسببين لا ثالث لهما إما لمصلحة طائفية أو لمصلحة طائفية، فإذا كانت التحركات مستحقة فما الذي يمنعني عن الوقوف معها إلا لمصلحة طائفتي؟
فأصبحت الطائفية كانها نظارات بلا عدسات أو أن إحدى عدساتها مكسورة، فترى في الجانب الاول حدثاً معيناً برؤية تعاطف و ترى نفس المشهد في مكان آخر برؤية همجية، فلا يعقل بأي حال من الاحوال أن تتم تجزئة الإنسانية مثلاً أو أن يتم تجزئة المباديء، فلا يسعني اليوم الا القول أني مع كل التحركات المُستَحقة و كل الثورات المُحِقة .. لن تثنيني الطائفية عن الوقوف مع المظلومين أينما كانوا مهما كان دينهم أو مذهبهم، فيجب أن تسأل نفسك عزيزي القاريء هل نظاراتك تعمل جيدا؟
نهايةً.. وفي ظل وجود الكثير من الأعمال القمعية البوليسية من الأنظمة الطاغية و وجود الكثير من القتلى و دماء الأفراد التي سالت ولا زالت تسيل، تساءل البعض هل كانت تستحق الحرية كل هذا الدم و الموت؟، ولكن السؤال الأجدى هو هل عالمٌ بكل هذا السكوت و الخضوع والعار و الخنوع يستحق العيش أصلا؟
ملاحظة: يجب أن يضحي الكثيرون بأنفسهم في سبيل تغيير الواقع المرير، ولكن يجب أن نجبر الطغاة على أن يضحوا بأنفسهم.
بكيبورد/ حمد الخضري
أضف تعليق