أقلامهم

الشاهين.. شجرة الميلاد.. مصالح العباد

التعايش السلمي بين منتسبي الأديان، وحُسن التعامل مع الكتابيّين من غير المحاربين، أمرٌ دعا له الإسلام وحث عليه، ودليله قول الله تعالى «لا ينهاكم الله عن الذين لم يُقاتلوكم في الدِّين ولم يُخرِجوكم من دياركم أن تَبَرُّوهم وتُقْسِطوا إليهم إن الله يُحبّ المُقسِطين».

وسيرة النبي عليه الصلاة والسلام مليئةٌ بالمواقف التي تدل على حسن تعامله مع غير المسلمين، كالإحسان إليهم وعيادة مريضهم، وإطعام فقرائهم، ونصرة مظلومهم.

إلا أن حسن التعامل لا يعني بأي حال من الأحوال الرضى بما هم عليه من فساد عقدي، أو المشاركة باحتفالاتهم التي أساسها الكفر بالله تبارك وتعالى.

فعلى سبيل المثال يحتفل النصارى بعيد ميلاد الرب أو ابن الرب، أو بما يُعرف بـ «الكريسمس».

ونسبة الولد إلى الله تعالى إساءة كبيرة إلى الذات الإلهية، وقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري، أن الله تعالى يقول: «شتمني ابن آدم وما ينبغي له أن يشتمني، وكذّبني وما ينبغي له أن يُكذّبني، أما شتمُهُ إياي فقوله: اتخذ الله ولدا، وأنا الله الأحد الصمد الذي لم ألِد ولم أولد…» الحديث.

فكيف يليق بمسلم أن يشارك أو يبارك في عيد مبني على الإساءة إلى الله، جلّ في عُلاه!

تزيين شجرة الميلاد هي من أشهر المظاهر التي تعارف عليها أهل الكتاب في احتفالهم بميلاد «ولد الرب» تعالى الله عما يقولون علوّا كبيرا.

ولذلك عندما وضعت إحدى الجمعيات التعاونية شجرة ميلاد ضخمة في فناء الجمعية، مواكبة لاحتفالات النصارى بعيد الميلاد، قام النائب الفاضل أسامة الشاهين بمخاطبة وزارة الشؤون من أجل إزالتها، واستجابت الوزارة مشكورة وقامت بواجبها فأمرت إدارة الجمعية بإزالتها.

والأمر هنا طبيعي جداً، إلا أن الأمر الغريب والمستهجن هو ذلك الهجوم الذي تعرض له النائب والوزارة!

لقد وجد بعض مدعّي التسامح بهذه الحادثة فرصة كي يطعنوا بالشاهين، ويتهمونه بالتطرف، وربما جعلوه محسوبا على «داعش». وآخرون هاجموه من جهة أن هذا الموضوع ليس من الأولويات التي ينبغي للنائب أن يحرص عليها.

وأقول لأكثر المتباكين على التعايش السلمي، لماذا نراكم تشجّعون وتُباركون القوات الإيرانية والميليشيا الطائفية التي عبرت الحدود لتقتل نساء وأطفال سورية؟ ولماذا لم تدعوا إلى التعايش السلمي هناك، كما تتباكون عليها هنا؟

وأما أن مسألة إزالة شجرة الميلاد بأنها ليست من الأولويات، ففي اعتقادي أن المنكر الذي يمس عقيدة الناس هو من الأولويات التي ينبغي محاربتها وعدم السكوت عنها، وعند أهل العلم قاعدة تقول: «تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز» ولذا وجب إنكار المنكر في وقته في مثل هذه الحالة.

الأمر الآخر أننا لا بد وأن ننظر إلى أداء الشاهين منذ إعلان نتائج الانتخابات إلى يومنا هذا، وما هي الأولويات التي حرص عليها؟

والمتأمِّل لأداء الشاهين خلال شهر واحد فقط يجد أنه شارك مع مجموعة من زملائه النواب بعدة اقتراحات ومشاريع قوانين تعتبر مهمة وضرورية ومنها: مشروع تعديل قانون الجنسية، بحيث لا يتم سحبها إلا بحكم قضائي، ومشروع تعديل قانون المسيء، ومشروع إلغاء قانون الإعلام الالكتروني، وكذلك اقتراح الهيئة العامة للديموقراطية للإشراف القضائي على الانتخابات.

والمطالبة أيضا باستثناء المباني السكنية والتعاونية من زيادات الكهرباء والماء.

لذلك ومن باب الإنصاف فينبغي للحكم على أي نائب أن ننظر إلى أدائه بصورة شاملة، لا أن ننتقي بعض المواقف ثم نهاجمه عليها!

ومن هنا نجد أن الشاهين لم يقف دوره عند إنكار شجرة الميلاد، وإنما تعدى لإقرار مشاريع وقوانين تنفع البلاد والعباد.

فشكراً أسامة.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.