فن وثقافة

تسجيلات تكشف عن توفيق الحكيم كاتبًا للأطفال

توفيق الحكيم كاتبا للأطفال؟ لا يمكن أن يصدق كثيرون أن صاحب «عودة الروح» و«عودة الوعي» و«حمار الحكيم»، و«أهل الكهف» وغيرها من المؤلفات التي تطرح أسئلة فكرية وفلسفية حول الفكر والوجود، والروح والوعي، وتعالج مشكلات العصر السياسية والاجتماعية المعقدة، قد يجرب يوما أن يكتب للأطفال، هذا الفن الصعب الذي يتطلب، أكثر ما يتطلب، بساطة اللغة والأسلوب، والفكرة والمعالجة، واستلهام عالم كامل هو عالم الطفولة أو الفتوة، بكل نضارته وبراءته، بلغته ذاتها.

صحيح أن الحكيم استلهم من قبل أغنية مصرية شعبية للأطفال في مسرحية «يا طالع الشجرة» التي تأثر فيها بمسرح اللامعقول، لكنه لم يكتب قط من قبل قصصا يمكن أن ندرجها في خانة «أدب الطفل».

ولا شك أن صاحب «يوميات نائب في الأرياف» و«عصفور من الشرق» كان مدركًا خطورة ذلك، حسب تقديرنا، فلم ينشر هذه القصص حينها، وربما كان غير واثق من نجاحها، فمثل هذه الانتقالة، والصعبة أيضًا، تبقى مجازفة أدبية كبيرة لاسم كبير. يقول إن «البساطة أصعب من التعمق، وإنه لمن السهل أن أكتب وأن أتكلم كلامًا عميقًا، ولكن من الصعب أن أنتقي وأتخير الأسلوب السهل الذي يشعر السامع بأنني جليس معه ولست معلمًا له، وهذه هي مشكلتي مع أدب الأطفال!».

وربما لهذه الأسباب أيضًا، لجأ الحكيم إلى أشرطة الكاسيت ليسجلها بصوته عام 1977. إلى أن عثرت دار «الشروق» المصرية على هذه الأشرطة ونشرتها، وحسنا فعلت، ليطلع القارئ العربي لنطلع على جانب آخر من إبداعات «بنك القلق».