كشف تقييم لوكالات الاستخبارات الأميركية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “أصدر أوامره” بمحاولة التأثير على الانتخابات الرئاسية الأميركية، لتقويض الثقة في العملية الديمقراطية، والإضرار بالمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، ولزرع الفتنة بين الأميركيين، وتحسين فرص دونالد ترمب في الفوز بالرئاسة.
وقال التقرير الجديد للمخابرات الأميركية “نؤكد مجددا أن بوتين والحكومة الروسية كانوا يفضلون الرئيس المنتخب ترامب بشكل واضح”، وأضاف “نؤكد أيضا أن بوتين والحكومة الروسية كانوا يطمحون إلى دعم فرص انتخاب الرئيس المنتخب ترمب حيثما أمكن، من خلال تشويه صورة الوزيرة كلينتون ووضعها علنا في مقارنة سلبية معه”.
وبناء على معلومات جمعها كل من مكتب التحقيقات الاتحادي ووكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الأمن القومي، حذر التقرير من أن موسكو “ستطبق دروس” الحملة الانتخابية الأميركية من أجل التأثير على الانتخابات في بلدان أخرى.
من جهته أفاد مراسل الجزيرة في واشنطن ناصر الحسيني بأن تقريرا للاستخبارات الأميركية يقول صراحة إن الرئيس بوتين هو من أعطى أوامره وأشرف شخصيا على عملية قرصنة تجسسية تستهدف -على نطاق واسع- منظمات غير حكومية والزعامات السياسية والأحزاب في الولايات المتحدة.
وأضاف الحسيني أن تحليلا أوليا للتقرير يفيد بأنه رد فعل على تشكيك ترمب في طرق عمل الاستخبارات، ونهاية -على ما يبدو- لأزمة ثقة بين الطرفين.
وأشار إلى أن جمهوريين وديمقراطيين من مجلس الشيوخ طالبوا بالرد بقوة على موسكو، مؤكدين أن الرد يجب أن يعكس العملية الديمقراطية في الولايات المتحدة.
وقال كبير الديمقراطيين بلجنة المخابرات في مجلس النواب آدم شيف إنه يجب على الكونغرس الشروع في “تحقيقات شاملة” لتحديد ما حدث وكيفية حماية الحكومة الأميركية.
لا تأثير
في هذه الأثناء أعلن ترمب الجمعة أن أعمال القرصنة المعلوماتية لم تؤثر على نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
وقال ترمب في بيان صدر في ختام اجتماع جمعه بكبار المسؤولين عن الاستخبارات الأميركية “مع أن روسيا والصين ودولا أخرى ومجموعات وعناصر خارجية يحاولون بشكل دائم اختراق البنى المعلوماتية لمؤسساتنا الحكومية وشركاتنا وبعض المؤسسات مثل الحزب الديمقراطي، لم يكن لذلك على الإطلاق أي تأثير على نتائج الانتخابات”.
ولم يتهم خليفة أوباما روسيا بشأن قرصنة معلومات خاصة بالحزب الديمقراطي، ومعلومات لمقرب من هيلاري كلينتون أثناء الحملة الانتخابية، بخلاف قادة مكافحة التجسس الذين أشاروا رسميا بأصابع الاتهام إلى أعلى هرم السلطة في موسكو.
وأضاف ترمب “كانت هناك محاولات قرصنة للحزب الجمهوري، لكن الحزب أقام دفاعات قوية ضد القرصنة والقراصنة فشلوا”.
وتابع “إن الطرق والأدوات والتكتيكات التي نستخدمها لحماية أميركا يجب ألا تُعرض على الملأ، لأن من شأن ذلك أن يساعد من يعملون على إيذائنا”.
وقبيل اجتماعه مع كبار المسؤولين في الاستخبارات الأميركية الجمعة، وصف ترمب الجدال بشأن القرصنة الإلكترونية الروسية أثناء حملة انتخابات بأنه “ملاحقة سياسية”، وفق ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز الجمعة.
وقال ترمب للصحيفة في مقابلة بالهاتف “حتى وقت قريب نسبيا تسللت الصين إلى عشرين مليون اسم من العاملين بالحكومة”، مشيرا إلى اختراق مكتب شؤون العاملين في الحكومة الاتحادية عامي 2014 و2015.
أضف تعليق