أعلن عدد من الكيانات السياسية، أبرزها جماعة الإخوان المسلمين، المشاركة في ذكرى الاحتفال بثورة 25 يناير، وذلك عبر النزول إلى الميادين العامة والشوارع للتظاهر ضد فشل نظام السيسي، والمطالبة بعزله من السلطة، من أجل رفع معاناة الشعب المصري في ظل تراجع الاقتصاد المصري وارتفاع المعيشة.
ودشّن بعض الكيانات السياسية المعارضة في مصر مبادرات عدة لحشد المواطنين للخروج في تظاهرات في الشوارع والميادين العامة في ذكرى ثورة الخامس والعشرين من يناير، مطالبين بثورة جديدة على النظام المصري والرئيس السيسي، بسبب ما يعانيه الشعب من تراجع في الحالة الاقتصادية، حيث عقد تحالف دعم الشرعية، الذي تقوده جماعة الإخوان اجتماعًا؛ للوقوف على الخطوات الأولى في الاستعداد للمشاركة في ذكرى يناير.
مبادرة نور
حضر الاجتماع عدد من رموز جماعة الإخوان، أبرزهم: “حسين عبد القادر، المتحدث باسم حزب «الحرية والعدالة»، وهمام علي يوسف، مدير مكتب الإخوان في تركيا”… ومن الجماعة الإسلامية: “محمد شوقي الإسلامبولي”.
نوقش في الاجتماع الاصطفاف مع الكيانات الأخرى الموجودة في تركيا، مثل المجلس الثوري، و«البرلمان المصري» في الخارج، وتوحيد جميع المعارضين للنظام من كل الاتجاهات على مبادئ موحدة، استعدادًا للدفع في اتجاه موجة ثورية في ذكرى يناير.
كما عقد الدكتور أيمن نور، زعيم حزب غد الثورة، اجتماعًا موسعًا في إسطنبول، جمع فيه أكبر عدد من القوى السياسية في الخارج، تحت عنوان “يناير يجمعنا”. وتسعى مبادرة نور إلى تقديم الدعم إلى تلك التظاهرات، ومحاولة حشد الكتل الثورية والشباب، للمشاركة في تلك الذكرى، التي تأتي وسط تخبط الأوضاع في مصر، وكذلك التواصل مع عدد من العواصم الأوروبية وشرح صورة الأوضاع في مصر.
كما أعلنت الجبهة الشبابية لجماعة الإخوان في مصر أنها ستشارك في تصعيد الاحتجاجات والتظاهرات من دون تقديم أي فعاليات أو وسائل جديدة، لكنها ستكون الكتلة الأكبر في التظاهرات، التي يتم التخطيط لها؛ لأنها تجمع معظم شباب الجماعة؛ للمشاركة في الفعاليات بقوة على عكس العام الماضي.
الإخوان هي الإسلام!
في السياق عينه، فقد حرّض محمود عزت، القائم بأعمال مرشد جماعة الإخوان، شباب الجماعة على الخروج في ذكرى ثورة 25 يناير، ومواجهة الأمن في الميادين.
وقال عزت، الهارب من المطاردات الأمنية، في رسالة إلى الإخوان: «تذكروا أن النضال أقوى من الرصاص، فلا تتركوا الميادين إلا بعد عودة الشرعية»، مؤكدًا أن «الإخوان» هي الإسلام الشامل، ويجب على شبابها التضحية.
دعوات أخرى
أطراف أخرى دخلت في خطة الدعوة إلى التظاهرات في 25 يناير، لكن من باب الأزمات الاقتصادية الطاحنة، وهي حركة “غلابة” صاحبة دعوة ثورة الغلابة في 11-11، حيث قرر عدد من المنتمين إلى هذه الحركة في تركيا وفي مصر المشاركة في ذكرى يناير بشعاراتهم نفسها، التي تتعرّض للأزمات المعيشية، وتطالب بالإطاحة بالنظام، لأنه بنظرهم “السبب في تلك الأزمات”.
تقوم الحركة بالتنسيق مع عدد من الشباب في مصر، بالتجهيز والاستعداد للمشاركة في ذكرى يناير المقبلة، في الوقت نفسه لم تتضح الصورة بشأن مشاركة بعض الأحزاب ورموز المعارضة في تظاهرات ذكرى يناير، حيث لم تنجلِ الصورة بالنسبة إلى مشاركة حركة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، وإن كانت نسبة مشاركتهم كبيرة. أما حزب مصر القوية برئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، المرشح السابق لانتخابات رئاسة الجمهورية، وكذلك حزب الكرامة، لم يعلنا رسميًا المشاركة في فعاليات ذكرى يناير.
تحريم المشاركة
على الجانب الآخر، فقد شنّت المؤسسات الدينية في مصر هجومًا عنيفًا على دعوات التظاهر في ذكرى ثورة 25 يناير التي أطلقتها جماعة الإخوان المسلمين والكيانات السياسية المعارضة، حيث اتهمت من يخرجون على الرئيس عبدالفتاح السيسي بـ”الخيانة والعمالة”.
ودعت إلى ضرورة الاصطفاف وراء الرئيس، حيث اعتبرت دار الإفتاء المصرية أن دعوات التظاهر في ذكرى 25 يناير، “جريمة تحضّ على العنف والإرهاب المحرّم تحريمًا قاطعًا، مطالبًا جميع المصريين بالحفاظ على مؤسسات الدولة المصرية ضد أي اعتداء يقع عليها، بأي وسيلة كانت؛ لأن هذا الفعل جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون”.
يثقون بالرئيس
من جانبه، أكد الدكتور صلاح حسب الله، عضو مجلس النواب والخبير السياسي، أن الشعب المصري يعي جيدًا الأهداف الحقيقية وراء دعوات الإخوان وأنصارهم إلى التظاهر في ذكرى ثورة يناير، وبالتأكيد لن يلبّي المواطنون تلك النداءات، وسوف تمر الذكرى على خير، كما حدث من قبل، وفشلت جميع الدعوات المطالبة بالتظاهر لإسقاط الدولة المصرية.
وقال عضو مجلس النواب ﻟ”إيلاف”: “إن الشعب المصري يثق جيدًا في الرئيس عبد الفتاح السيسي وقدرته على تحقيق نهضة حقيقية لمصر، رغم كل وجود التحديات الصعبة التي تحيط بالبلاد، سواء كان في الداخل أو الخارج”.
وطالب الدكتور صلاح حسب الله، الشعب المصري، بالنزول إلى الميادين العامة في ذكرى ثورة يناير من أجل الاحتفال ومساندة النظام السياسي للدولة، والإعلان صراحة عن رفض دعوات تخريب البلاد وإحداث فتنة بين السلطة والشعب.
ستفشل كلها
في السياق نفسه، أكد اللواء نصر موسى، الخبير الأمني، أن الدعوات إلى التظاهر في ذكرى يناير سوف تفشل، ولن تكون هناك تظاهرة واحدة في هذا اليوم.
رجّح ذلك إلى عدم وجود أرضية لها بين المصريين، كما إن وزارة الداخلية سوف تتعامل مع المتظاهرين بكل عنف وقوة، ولن تسمح لأحد بالخروج في تظاهرات والقيام بعنف في الشوارع في هذا اليوم، وسوف يُطبّق عليه فورًا قانون التظاهر.
وقال موسى ﻟ”إيلاف”: “إن جماعة الإخوان وأنصارهم فقدوا القدرة على الحشد، والحال نفسها بالنسبة إلى حركة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، وبالتالي سوف تفشل جميع دعوات التظاهر في ذكرى ثورة يناير، كما حدث من قبل في دعوات التظاهر يوم 11/11”.
أضف تعليق