لن تقوم للعرب قائمة بعد صمتها عن الجرائم التي جرت ومازالت تجري في سوريا والتي دمعت لها أعين الصهيونية حزنا وكمدا ، وخجل منها شارون قائلا “أحمدالله إنني لم أكن حاكماً عربياً”!!.. ففي سوريا ومصر والعراق، فُضح شعار الديمقراطية العالمية المكذوب، وسقط من أيدي حامليه، ليصبح غطاء لكل الجرائم التي اُرتكبت وتُرتكب وستظل تُرتكب باسم “الشرق الأوسط الجديد”.
نرى جثث الأطفال والأمهات في سوريا تتناثر على الطرقات، وتحت الأنقاض ، وتحت ظلال البراميل والصواريخ.. دون أن ترف لها أعين دعاة الديمقراطية العالمية وعلى رأسهم بنو جلدتنا من التيارات المدنية العربية ، التي صمتت وضمت قبضة يدها ورفعت الابهام إلى أعلى، كرسالة إلى الطاغية بشار ورروسيا وأمريكا وإيران “بأن عملكم ممتاز” !!
فقد انتفض التيار الناصري اليساري وأعلن وبشكل واضح : نعم لثورة الضباط الأحرار ، ونعم لتصدير الفكر القومي العربي في بلاد العرب، ولكن والويل كل الويل لأي عربي يفكر مجرد التفكير أن ينكر على أي حاكم عسكري أو أتي على متن قطار الانقلابات العسكرية، ينكر عليه الظلم والبطش تجاه شعبه أو يتجرأ ويترشح ضده !! .
بينما الليبراليون العرب يرون في هدر الدماء السورية والمصرية استحقاقا وغربانا يقدم للجمهوريات العربية، للتكفير عن خطأ وجرأة الإسلاميين الذين ترشحوا لحكم مصر ، وأيضاً عقاباً للإسلاميين في سوريا، لمطالبتهم بتطبيق شرع الله بعد إسقاط الحكم النصيري..!
بينما بقية الحكومات العربية بين مختبئة في جحورها، وبين رافعة رأسها في أحداث مصر ، ومطأطأة أمام جرائم النصيرية وحزب اللات وإيران وفيالق العراق الشيعية في سوريا .. وأما الذين جيّروا الدين لمصلحة الحكام من غلاة الطاعة ورواد مجالس النميمة ، فقد انشغلوا في تبديع المسلمين السنّة وتتبع عثرات مشايخ المسلمين، وتاركين خلفهم النصيرية وحزب اللات ومن معهم دون تبديع أو إنكار ، بل أنهم لم يبالوا بجثث الأطفال والنساء التي مزقت إلى أشلاء على أيدي هؤلاء الكفرة.
وهنا وعن نفسي، أقول وبصدق، قد فقدت الأمل في نهضة العرب وقيادتهم للإسلام والمسلمين، ومتى ماتم ذلك حتماً سيكون في زمن تأتي فيه دولة الخلافة التي تقوم على نهج النبوة كما حدثنا الرسول ﷺ .. وللأمانة وللتاريخ ، هنا أسوق حقيقة دائما ما يتم تجاهلها من قبل الجميع، فقد سقطت كل التيارات والأحزاب المدنية العلمانية والليبرالية والإسلامية والحكومات وعبيدها من غلاة الطاعة، وجميعهم تقزموا أمام المجاهدين الصادقين الذين لا زالوا على نهجهم وما زالوا يبذلون الأنفس والدماء في سبيل تحقيق أهداف دينية وسامية تبنوها دون تراجع أو كسل في محاولة تحقيقها، وهذه هي الحقيقة الجلية والواضحة مهما حاول المرجفون طمسها… فالمجاهدون الصادقون هم فقط من يحق لهم الفخر بنسبهم العربي ولتاريخه العظيم… وأما من ذكرناهم في أعلى المقال، فالعروبة تخجل منهم لحملهم نسبها.
أضف تعليق