قال يوني بن مناحيم الخبير الإسرائيلي في الشئون العربية, إن البيانات, التي أصدرها مؤخرا السياسي المصري محمد البرادعي, بعد فترة من الصمت, تشكل تهديدا جديا لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، داعيا إلى ضرورة تشويهه سياسيا للتخلص منه.
وأضاف بن مناحيم في مقال له بموقع “المعهد الأورشليمي” العبري أن هذه البيانات تؤكد عودة البرادعي للحياة السياسية مرة أخرى, وذلك بعد حوالي ثلاثة أعوام من استقالته من منصب نائب الرئيس في أعقاب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 2013 .
وتابع بن مناحيم “البرادعي يمتلك أسرارا، ولديه معلومات هامة, ويمتلك أيضا شبكة علاقات دولية واسعة، ولذا فإن تصريحاته, خاصة المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان, كفيلة بإثارة المشاكل للنظام المصري على الساحة الدولية, وهذا هو مكمن الخطر الحقيقي”, على حد ادعائه.
وكان محمد البرادعي زعم في بيان تحت عنوان “عن أغسطس 2013” نشره على موقعه بفيسبوك في 15 نوفمبر الماضي, أنه تلقى تهديدات من أجهزة سيادية -لم يسمها- بسبب مساعيه لحل سلمي قبل فضّ اعتصامي رابعة والنهضة يوم 14 أغسطس عام 2013، مؤكدا أنه قدّم استقالته لرفضه الفض بالقوة, حسب ادعائه .
وأضاف البرادعي “عندما كنت نائبًا لرئيس الجمهورية، اتهمني كاتب معروف (لم يسمه) في مقال مطول بجريدة الأخبار الحكومية بأنني رجل خطر على الشعب والدولة، وشُن في مساء اليوم نفسه هجوم شرس ضدي في التليفزيون (الحكومي) من بعض الضيوف (لم يسمهم)”.
وتابع “أجهزة سيادية بعثت رسالة عقب المقال تخبرني أن ذلك كان مجرد تحذير، وأنها ستدمرني إذا واصلت محاولات العمل للتوصل إلى فضّ سلمي للاعتصامات في رابعة وغيرها, أو صيغة للمصالحة الوطنية”. وأشار البرادعي إلى أنه قدّم استقالته فور علمه باستخدام القوة ضد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، رافضا تحمل أية مسئولية عما اعتبره “قرارا لم يشارك فيه وعارضه لقناعته بأنه كان هناك تصور محدد يتبلور حول بدائل سلمية لرأب الصدع”, على حد قوله.
وعزا البرادعي تقديم استقالته أيضا إلى قناعته بعدم وجود مساحة له للمشاركة في العمل العام، وأنه لن يستطيع أن يسبح بمفرده عكس التيار، ففضل الابتعاد عن مشهد يخالف رؤيته وقناعته وضميره، وفق تعبيره.
وكان البرادعي قال أيضا في بيان سابق له في 2 نوفمبر الماضي, إن انسحابه من المشهد السياسي باستقالته من منصب نائب رئيس الجمهورية, جاء بسبب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة بالقوة.
وأضاف ” القوى الوطنية فوجئت باحتجاز الرئيس المعزول محمد مرسي، وأصبحت الخيارات المتاحة محدودة تماما، وبالطبع لم يعد من بينها إمكانية إجراء استفتاء على انتخابات مبكرة”, متهما جهات لم يسمها بالحرص على استخدام العنف لفض اعتصام رابعة. وتقدم البرادعي، الحائز على جائزة نوبل للسلام، باستقالته من منصبه في 14 أغسطس 2013 عقب بدء فض الاعتصامين.
أضف تعليق