كتاب سبر

ثلاجة السيسي ورسالة من تحت الماء!

أصبحتْ ثلاجة السيسي محل سخرية في العديد من الأوساط، الأمر الذي جعل هذه الثلاجة أشهر ثلاجة صُنعتْ في التاريخ وربما دخلت موسوعة “جينيس” لكثرة ماتناقلها العديد من المواقع والكتاب، لكن السؤال ماهي أنواع المياه التي تحويه تلك الثلاجة، وهل هي صالحة للشرب جميعها.

فلو أخذنا “الزجاجة الاولى” التي تحتوي على علاقة السيسي بإيران سنكتشف عرض إيران المتمثل في إمداد مصر بالنفط، فضلاً عن صورة خامئني التي أوجعت الشعب المصري وهي تعتلي يافطة كبيرة في شوارع القاهرة، وهذا يعني أن السيسي زجَّ بمصر عبد الناصر والسادات في أحضان المشروع الفارسي الصفوي.

أما “الزجاجة الثانية” التي تلاصق الزجاجة الأولى فستكشف لنا علاقة السيسي بروسيا والتي أسفرت عن إنشاء قواعد عسكرية روسية في مصر تُوجتْ بالمناورات العسكرية بين مصر وروسيا في منطقة العلمين غرب مصر حاملةً اسم “حماة الصداقة”، وهذا يعني أن المناورات مكنت روسيا من امتلاك قدم في شرقي المتوسط تمهيدًا لوصولها لغرب المتوسط وشمال أفريقيا، وهذا ما أكدتة صحيفة أزفيستا الروسية التي أوضحت أن روسيا تُجري مفاوضات مع السيسي لتأجير منشآت عسكرية من ضمنها قاعدة سيدي براني الجوية في مطروح.
وأضافت الصحيفة الروسية ونقلاً عن مصدر في وزارة الدفاع أنه تم التطرق أثناء المحادثات إلى القاعدة العسكرية الروسية التي ستكون جاهزة تمامًا بحلول عام 2019 حيث تريد روسيا أن يكون لها تواجد على البحر المتوسط بالقرب من السواحل الليبية والتي سيتم استخدامها كقاعدة عسكرية جوية، وقد علق على هذا الأمر نيكولاي بانكوف نائب وزير الدفاع الروسي على التوجه الروسي لتأجير منشآت عسكرية في مصر قائلاً إنه جرى إعداد وثائق بهذا الشان ليصادق عليها البرلمان الروسي، وأضاف أن من شأن هذا القرار تعزيز قدرات روسيا العسكرية ليس في سوريا فحسب بل في الشرق الأوسط، نكتفي بتلكما “الزجاجتين” باعتبارهما الأكثر مرارةً لاسيما أن إيران وروسيا شريكان أصيان في المجازر التي ارتُكبتْ لإبادة العرب والمسلمين في سوريا والعراق واليمن ولبنان فضلاً عن المحاولات الدءوبة للهيمنة على العالم العربي والإسلامي مستخدمةً بذلك العنصر الجيوسياسي للمنافسة الطائفية بين المسلمين السنة والشيعة.

يبقى أن أقول أيها السادة، مصر العربية التي قادت العالم العربي في فترات زمنيه طويلة وسعت دائمًا لوحدة العرب ومواجهة أعداء الأمة لايمكن تحديد ملامح ذلك من خلال مواقف وتحركات ترتبط بأحداث بعينها ولكنه يبقى من صميم التزاماتها، فمصر ليست السيسي بل مصر حضارة ضاربة في التاريخ جُبلتْ دائمًا للانتصار للعرب والعروبة، فالرئيس يذهب وتبقى مصر عربيةً شامخةً دائمًا.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.