عربي وعالمي

برج طهران المنهار بناه يهودي أعدمته إيران رمياً بالرصاص

انهار يوم الخميس 19 يناير، أول برج شيد في العاصمة الإيرانية طهران إثر حريق كبير التهم طوابقه واحداً تلو الآخر.

للبرج ومالكه الأول قصة ترتبط بتاريخ إيران الحديث، حيث بنى البرج رجل أعمال يهودي يدعى حبيب الله إلقانيان، وكان يعرف بـ”حاج حبيب إلقانيان” أيضا، وقد أعدمه النظام الإيراني رمياً بالرصاص بعد أشهر من انتصار الثورة الإيرانية عام 1979.
وكان إلقانيان رئيساً لـ”رابطة يهود إيران”. ولعائلة إلقانيان دور كبير في توسعة الصناعة الإيرانية والمنتجات غير النفطية، وقد أسسوا العشرات من المعامل والأسواق الحديثة في إيران.

كما بدأ حبيب الله إلقانيان المولود عام 1910 العمل في فندق يملكه أحد أقاربه وهو في عمر الـ15، وبعدها التحق بإخوته الذين كانوا تجاراً في سوق طهران، حيث نجح بهذا العمل وأصبح أحد أثرياء طهران.
وفي عام 1960 أسس حبيب الله إلقانيان شركة “بلاسكو” لصناعة المواد البلاستيكية في طهران، والتي أصبحت بعد عدة أعوام أكبر شركة لصناعة المواد البلاستيكية في إيران والشرق الأوسط، وحافظت على هذا اللقب عدة أعوام.
أما المبنى الرئيسي لشركة بلاسكو وهو برج “بلاسكو” فقد انهار يوم الخميس إثر حريق بدأ في الطوابق العلوية، ولم تتمكن فرق إطفاء الحريق من السيطرة على النار التي التهمت المبنى خلال ساعات، وراح ضحية الحادث العشرات من الناس أكثرهم من رجال الإطفاء.
إلى ذلك، يعتبر برج “بلاسكو” الذي بني في شارع “جمهوري” أول برج طويل شيد على أراضي العاصمة الإيرانية طهران.
وقام إلقانيان بتأسيس معمل صناعة الألمنيوم أيضاً، وبنى برج الألمنيوم في نفس شارع جمهوري في العاصمة الإيرانية، والذي اعتبر أجمل برج في طهران عند بنائه.
ويعد تأسيس شركة “جنرال إستيل” لصناعة الأدوات المنزلية وشركة “جنرال إلكتريك” لصناعة الثلاجات ومعامل “الشمال” لصنع الأنابيب البلاستيكية ومعمل الزيوت النباتية وشركة “بارس وأميركا” من أهم إنجازات حبيب الله إلقانيان في إيران.
وحسب وثائق “منظمة المخابرات والأمن القومي” التي كانت تعمل في زمن شاه إيران السابق والمعروفة باسم “السافاك”، فقد استثمر حبيب الله إلقانيان في صناعة العقارات بإسرائيل، وبنى عدة أبراج في العاصمة الإسرائيلية تل أبيب.

لم يكن حبيب الله إلقانيان متواجداً في إيران حين انتصرت الثورة الإيرانية، لكنه عاد إلى بلده بعد عدة أشهر. وبعد عودته ألقي القبض عليه، واتهمته محكمة الثورة حينها بـ”الفساد” و”الاتصال بإسرائيل والصهاينة والتجسس لهم” و”المساعدة في قتل الشعب الفلسطيني” و”محاربة الله وأوليائه”.
ولم تتجاوز فترة محاكمته أكثر من 20 دقيقة، وكان يترأس المحكمة أول مدعي عام إيراني بعد الثورة “صادق خلخالي” الذي حكم بالإعدام.

وفي دفاعياته قال إلقانيان: “أنا حبيب إلقانيان أفتخر بأني يهودي إيراني. لم ولن أساعد الحكومة الإسرائيلية، ولم أوافق على قتل الشعب الفلسطيني، ولي الفخر بامتلاك أسهم في معامل بلاسكو ملامين وبلاستيك الشمال وأنابيب الشمال وجنرال إلكتريك لصناعة الثلاجات وبروفيل ألمينيوم”. وأكد أيضاً أنه لا يمتلك أموالاً باسمه في إسرائيل.
وفي وصيته طالب ورثته بمراجعة حساباته ودفع ديونه ودفع الرواتب المتأخرة للعمال والموظفين في شركاته.
وأعدم حبيب الله إلقانيان في 9 مايو 1979 في سجن قصر في طهران رمياً بالرصاص، وصادرت السلطات الإيرانية معظم أمواله.