يريدون أن يطفئوا بصيص الأمل في قلوب شعوبنا العربية والإسلامية ، ويريدون أن يقضوا على ما تبقى من كرامة وعزة في أوطاننا العربية والإسلامية ، فبعد أن أنزلقت سوريا في يد الإستعمار الروسي والإيراني ، وبعد أن تخلت مصر عن دورها في حماية العمق الإستراتيجي لعالمنا العربي والإسلامي ، وبعد أن أصبح العراق ساحة وواحة ومرتع للقتال الطائفي والمذهبي وأنتشر الإرهاب به بصورة مؤلمة وحزينة ، ها هي تركيا الان أصبحت محاطة بالمؤامرات والأحقاد الدولية، فهم يريدون أن يزجوا بها على صفيح ساخن عن طريق خلق وصناعة الأحداث الإرهابية المتتالية والمتواصلة ” والمفتعلة ” كما فعلوا في أخر عمل إرهابي قاموا به عندما حاولوا تجنيد بعض المرتزقة للقيام بتفجير مطعم ” رينا ” التركي ، وذلك حتى يستنزفوا ثرواتها وكيانها ووحدتها ولم يكتفوا عند هذا الحد بل عملوا على تدمير إقتصادها من قبل مواصلة الضغط الأمريكي المتواصل على تركيا ، وكذلك التحرش الروسي والإيراني المستمر عليها مما يجرها إلى حرب قد تكون مدمرة لتستنزف كل قدراتها وثرواتها .
فيجب على تركيا والعالم العربي والإسلامي وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي أن يتسلحوا بالثوابت العربية الموحدة وأن يكونوا على يقظة وحذر من الواقع الدولي الذي يمر بأمتنا العربية ، وأن يتجنبوا ويبتعدوا عن الأوهام ، وأن يدركوا حقيقة إرهاب أمريكا وإسرائيل وإيران وروسيا ، فعليهم أن يستعدوا ويخوضوا هذه المعركة بحنكة وسياسة وبكل الوسائل المتاحة لهم .
ومن جانب اخر لا يجب أن ننكر بأن أمريكا تضع مصالحها فوق كل إعتبار ، كما قال السناتور الأمريكي ” جون ماكين ” عار علينا إننا وضعنا المصلحة فوق الأخلاق ، وهذه هي شهادتهم وأفعالهم المخزية بما فعلوه في أفغانستان والعراق وسوريا وليبيا ، وما يقوموا به الان من زعزعة آمن وإستقرار تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي .
فتركيا الان تعد الدولة الوحيدة التي أستطاعت أن تنجوا من مخططات الغرب وتآمر الصهاينة عليها ، لإنها بكل بساطة هي الدولة الإسلامية ” السنية ” الوحيدة التي إجتازت كل المصائب حتى بعد الإنقلاب الفاشل الذي حدث في أواخر 2016 .
ولكن في المقابل لا ننكر ما يقوم به حلف الناتو من مؤامرات خبيثة ودنيئة ويحاول بشتى الطرق الزج وإيقاع تركيا في دوامة الحرب مع روسيا وزجها في حرب ضروس لا طائل منها سوى ضرب الدولتين ببعضها البعض ، لذا على تركيا أن تعي وتدرك ما يخطط لها في الخفاء ، وأن تأخذ زمام الأمور وتبدأ بالعمل وبالسرعة الممكنة بوضع الخطط والأهداف التي تحقق مبدأ التعاون الإيجابي ” بالاتحاد السريع ” مع الدول الصديقة وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي ، وذلك لتتفادى مفعول الإستعمار والإرهاب الأمريكي والإسرائيلي والروسي والإيراني ، قال تعالي ” يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ” صدق الله العظيم .
adel_alqanaie
أضف تعليق