ذكر علماء ألمان من الجامعة الطبية في مدينة كولون أنهم جرّبوا بنجاح كبير “جسيمات مضادة واسعة التحييد” ضد فيروسات مرض المناعة المكتسبة (الإيدز).
و أكد كريستوف وانكو، المتحدث الرسمي باسم الجامعة الطبية في كولون، أن الإنجاز قرّب البشرية خطوات واسعة على طريق إنتاج مصل يقي من المرض، ويعالج المصابين به أيضًا بنجاح. وقال وانكو إن العمل، بعد نجاح التجارب على البشر، سيتركز على إنتاج سلاح فعال في الحرب على الإيدز.
لا أعراض جانبية
أجرى التجارب فريق من العلماء من جامعة روكفلر الأميركية في نيويورك، إلى جانب علماء ألمان من جامعة كولون الطبية بقيادة البروفيسور فلوريان كلاين، ومشاركة الدكتور كلارا ليمان والدكتور هيننغ غرويل.
شارك في التجارب 33 متطوعًا من نيويورك وكولون، بينهم 19 مريضًا مصابًا بمرض الإيدز في مراحل متقدمة، و13 متطوعًا لا يعانون من المرض، واستخدمهم الباحثون بصفة مجموعة مقارنة.
وذكر الباحث هيننغ غرويل أنهم زرقوا المتطوعين بما يسمى في الطب “جسيمات مضادة واسعة التحييد” تم إنتاجها في مخبرات جامعة كولون بمشاركة العلماء الأميركيين. وأظهرت النتائج أن الجسيمات المضادة “حيّدت” معظم الفيروسات الدائرة في جسم المتطوعين، وحسنّت صحتهم بشكل ظاهر. ولم تظهر التجارب أية أعراض جانبية على مجموعة المصابين بالمرض، أو على أفراد مجموعة المقارنة.
تحييد سلالات
أضاف غرويل أن المعروف في الطب هو أن نظام المناعة الجسدي يقهر الالتهابات أو العدوى الخارجية بوساطة الأجسام المضادة التي ينتجها، لكن فيروس الإيدز يصيب الخلايا المناعية ويحيّدها. وما فعلوه في التجارب الجديدة هو أنهم أنتجوا أجسامًا مضادة تحيّد تأثير فيروس الإيدز عن نظام المناعة.
المشكلة الأخرى التي تغلبت عليها الطريقة الجديدة هي مشكلة تنوع سلالات فيروس الإيدز في السنوات الأخيرة، وتزايدت قدرتها على تحوير نفسها. وهنا عملت “الجسيمات المضادة الواسعة التحييد” على تحييد معظم أنواع هذه السلالات، وهذا سر تسميتها بالواسعة التحييد.
بدوره، قال البروفيسور فلوريان كلاين إن التحييد الواسع الذي أتاحته الجسيمات المضادة يعد بإنتاج مصل فعال ضد مرض الإيدز.
وقال كلاين، وهو رئيس مركز الدراسات الطبية الجزيئية في جامعة كولون، إن الخطوة المقبلة ستكون تجربة مصلين اثنين مختلفين من “الجسيمات المضادة الواسعة التحييد” على مرضى الإيدز من ألمانيا والولايات المتحدة الأميركية. واعتبر كلاين نجاح فريق عمله أملًا جديدًا لنحو 85 ألف مريض بالإيدز في ألمانيا، يضاف إليهم 123 مريضًا إضافيًا كل سنة.
تقدم قليل
الجدير بالذكر أن العلم لم يحقق طوال 35 سنة أعقبت اكتشاف فيروسات الإيدز أكثر من خطوات صغيرة على صعيد مقارعة هذا المرض الخطير.
ويبدو أن النتائج المتحققة يمكن تلخيصها في توافر نوع من العلاج، ولكن انعدام الشفاء التام أو التلقيح الواقي يقارب نسبة 100%. ورغم الأخبار السريعة التي تبثها الوكالات يوميًا عن مرض الإيدز، إلا أن ما تحقق فعلًا على صعيد إيجاد العلاج الشافي للمرض قليل. تسود هذه الحالة منذ تاريخ 20 مايو 1983 حينما نشر الباحثان لوك مونتانييه وروبرت غالو تقريرهما حول اكتشاف مرض الإيدز في مجلة “ساينس”
أضف تعليق