آراؤهم

تجارة الدين

‏‎تجارة الدين هي تجارة قديمة عابرة للزمان والمكان والأديان، فليس هنالك أي دين لم يتاجر به رجاله ، يسوّق هؤلاء التجار بضاعة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية فاسدة، يتم تغليفها بغلاف الدين فيسهل بيعها أو تصديقها بأغلى الأسعار ليحقق التاجر الديني ما يريد من ثروة أو أمور معينة.

‏‎ فكم من شخص ربى اللحية ولبس العمامة و قام بجمع تبرعات باسم (الدين) ويحصل على مئات الآلاف؟! على سبيل المثال.. في الكويت شخص أردني الجنسية قام بجمع التبرعات من الطائفة الشيعية بإسم الإسلام فقط لأنه لبس العمامة وأخذ مايريد منهم، و أيضاً هذا الشخص نفسه نصب على الطائفة السنية و جمع التبرعات أيضاً باسم الدين فقط لإرتدائه العمامة، و نصب على الطرفين وذهب بهذه الأموال إلى النوادي الليلية ولعب القمار بهم!.

‏‎أيضاً ستجد من المشايخ المتطرفين من يجمعون الأموال أو يقومون بحملات معينة بإسم الدين والجميع يُسوق لهم ويتبرعون ولا يعلمون أين تذهب أموالهم، فقط لأن كانت باسم (الإسلام)، فكم من رجل يدعي أنه شيخ دين أو عالم جمع الأموال و مولها لجماعات إرهابية تستهدفنا ، أو تمويل جماعات يقومون بأعمال وحشية ضد الأطفال أو المدنيين في دول أخرى ، ستجد هذا الشخص الذي قام بالتبرع لتلك الجماعات دون علمه بأن له صلة بتلك الجرائم، يذهب لعمل إعتصام أو وقفة تضامنية لوقف تلك الأعمال البشعة .

‏‎ نعم نحن شركاء في تلك الجرائم و التجارة لأننا نشتري البضاعة الفاسدة دون التأكد من المصدر أو الرجل الذي يقول بأنه شيخ دين، لمجرد أن البائع قد غلفها بغلاف ديني، فيشتريها الأغلب دون وعي ،والأغلب يخاف من نزع غطاء الدين عن الفاسدين من رجال الدين .

‏‎أخلصك ؟ علينا التوقف عن شراء تلك البضائع الفاسدة حتى وإن كانت معبأة في عبوات دينية جميلة المظهر لكنها مسمومة الجوهر، علينا رفض هؤلاء التجار باسم الدين حتى لو كان يدعى أنه رسول الله ، فليس لله رُسل بعد نبينا محمد -ص- على الأرض، نعم نحن أمة إسلامية محبين للخير و السلام ، ولكن يجب أن يصبح لدينا الوعي لهذه الأمور و عدم تصديق أي شخص والإنجراف خلف تعليماته وتوصياته لمجرد لديه لحيه و عمامة ، لأن قلة الوعي هي التي دمرت البلدان العربية و الإسلامية و أصبحنا شعوب طائفيين ، فتجارة الأديان هي التجارة الرائجة في المجتمعات التي ينتشر فيها الجهل وتقديس الشكليات.

‏‎أحـرُف: ‏‎محمد غضنفر

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.