بينما كان الصوت الأعلى بعد قرارات الرئيس دونالد ترامب الأخيرة للمنتقدين داخل وخارج الولايات المتحدة على مستويات شعبية ورسمية، فإن قطاعا ليس صغيرا من المواطنين الأميركيين يؤيدون تلك القرارات التي بررها ترامب بحماية الأمن القومي.
ولا يبدو أن قرارات ترامب كانت مفاجئة بشأن منع دخول حاملي جنسيات عدة دول وبناء جدار بطول الحدود مع المكسيك، بالنظر إلى حملته الانتخابية التي أظهرت عداء علنيا لعدد من الأقليات في الولايات المتحدة، بينها المسلمون والمهاجرون.
أما المفاجئ في هذه القرارات فكان توقيتها، إذ جاءت بعد أسبوع واحد فقط من تنصيب ترامب لتؤكد أنه لا يريد إضاعة الوقت قبل تنفيذ استراتيجيته، رغم تحذيرات من أنها قد تتسبب في “عزلة” للولايات المتحدة.
إلا أن هذا التعجل، الذي يراه مؤيدو ترامب قوة وجرأة، ربما يكون قد زاد شعبية الرئيس الجديد في أيامه الأولى بالبيت الأبيض.
وتقول أنيت كوتريل، مصففة الشعر التي التقتها صحيفة “نيويورك تايمز” في ولاية أوهايو، إنها “تعطي ترامب أعلى الدرجات”، بعد قراراته، مشيرة إلى أنه “يفعل ما قال إنه ينوي فعله”.
وحسب الصحيفة، فإن أكثر من 20 مقابلة أجريت هذا الأسبوع في جميع أنحاء الولايات المتحدة، نقلت إطراء من مواطنين أميركيين على نهج ترامب المحافظ، التي كانت في الوقت ذاته مثار انتقادات – بل واحتجاجات – داخل الولايات المتحدة وخارجها.
فمن ولاية ميشيغن قال جوشوا ويد إن ترامب “دون شك جيد في الاستعراض. لكن أعتقد أن أسبوعه الأول (في الحكم) يثبت أنه قادر على تحويل كلماته إلى أفعال حقيقية”.
بينما اعتبر دوغ كوبيريدير، وهو عامل طرق في أوهايو، إن “ترامب فعل في 5 أيام ما لم يفعله (سلفه باراك) أوباما في 8 سنوات”.
وفي السياق ذاته، تحدث توم حرب، مدير التحالف الأميركي الشرق أوسطي، الذي دعم ترامب أثناء حملته الانتخابية، إلى “سكاي نيوز عربية”، مثنيا على قراراته الأخيرة، لا سيما منع دخول مواطني 7 دول إلى الولايات المتحدة، هي إيران وسوريا والعراق والسودان وليبيا واليمن والصومال.
واعتبر حرب، وهو أميركي من أصول لبنانية، أن هذه الدول “بها مناطق خارج سيطرة الحكومات أو حامية وداعمة للإرهاب”، حسب تعبيره.
وأضاف: “نحن كمواطنين أميركيين نطلب من رئيسنا الذي حلف اليمين أن يتخذ كل الإجراءات اللازمة لحمايتنا”، معتبرا قرار منع دخول مواطني هذه الجنسيات “حقا قانونيا لحماية الشعب الأميركي”.
وأشار حرب إلى “تضخيم إعلامي متعمد” لقرارات ترامب، رغم أن “أوباما حظر دخول العراقيين 6 أشهر و(الرئيس الأسبق جيمي) كارتر حظر الإيرانيين في السبعينيات ولم نر الإعلام يتكلم”.
ونفى أن تكون قرارات ترامب انتهاكا للدستور الأميركي، الذي “يمنح الرئيس صلاحيات لاتخاذ جميع الإجراءات إذا رأى ما يهدد أمن البلاد”.
أضف تعليق