تسبب عرض بعض دور النشر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب المنعقد حاليا، كتبا شيعية،في أزمة عقب مطالبة أحد الائتلافات السنية وقف طرحها بالمعرض، وهو ما رفضه أحد رموز الشيعة بمصر، متهما بوجود تحريض سلفي سني وراء هذه الحملة، في حين أكدت هيئة الكتاب انها لا تملك الصلاحية لمصادرة أو رفع هذه الكتب.
ودافع الباحث الشيعي، أحمد راسم النفيس عن وجود كتب للشيعة في معرض الكتاب، واصفا ما أثير في هذا الشأن بأنها “حملة تحريضية بمن وصفهم السلفية الوهابية، وهناك بعض أطراف ترعى ذلك، لتقديم خدمات ترعى الحرب الدائرة في المنطقة، وصناعة خطر مزعوم اسمه الخطر الشيعي وذلك على حد قوله.
وتساءل بالقول: “هل القضية قاصرة على الكتب الشيعية، فكل المدارس الفقهية متواجدة، فلماذا إذن تريد أن تغلق الباب أمام هذه الكتب تحديدا، لافتا إلى أن هذا الأمر يعيد الحديث مجددا فيما إذا كنا دولة حقيقية لا تقبل الخضوع أم لا وذلك بحسب تصريحات لموقع CNN بالعربية .
وقال هيثم الحاج علي، رئيس الهيئة العامة للكتاب، أن الهيئة ليس لها أي صلاحية قانونية بمصادرة أو رفع بعض الكتب، إذ أن ذلك قد يعرضها لدعاوى لطلب تعويض، مضيفا أن الهيئة لا تملك صلاحية لرفع أي كتاب إلا بحكم قضائي.
وأضاف الحاج على، في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، أن الدستور يكفل حرية الرأي والتعبير، كما أن القانون يحظر الرقابة على الكتب ومصادرتها، موضحا أنه لم يتلقى أية طلبات من سلطة المصنفات حول ورود بلاغ بوقف عرض كتب بعينها بناء على أحكام قضائية بوقفها.
وقال علاء سعيد رئيس “ائتلاف المسلمين للدفاع عن الصحب والآل،” وهو أحد الائتلافات السلفية المواجهة للشيعة، إن وجود كتب شيعية في معرض الكتاب يخالف الهوية المصرية والدستور خاصة المادة الثانية منه بالإضافة إلى عدد من المواد الأخرى.
وأضاف سعيد في تصريحات خاصة لموقع CNN بالعربية، أن الهيئة العامة للكتاب توافق على الكتب دون مراجعة وتؤكد أنها جهة غير رقابية، مشيرا إلى أنهم تحدثوا إلى بعض دور العرض، لرفع الكتب واستجابوا للأمر، عندما “وجدو بها مخالفات شرعية” على حد قوله، ولكن بعض دور النشر الأخرى رفضت، حتى لا يعرضها ذلك لخسارة من سدادهم القيمة المادية لهذه الكتب، كما لديهم سند قانوني بحصولهم على موافقة هيئة الكتاب، لافتا الى انه سيتقدم ببلاغات في المكان المخصص لذلك بالمعرض.
وأكد سعيد، أن الائتلاف في سبيله للتصعيد برفع دعاوى قضائية ضد عرض تلك الكتب التي تضر بالهوية والدستور والأسرة، وتساءل بالقول: “هل يمكن عرض كتب بها محتوى إرهابي لداعش والنصرة؟” منوها إلى أنه مع حرية الفكر والعقيدة، ولكن دون الإضرار بالهوية والثقافة والدستور والدولة.
ويعد معرض القاهرة الدولي للكتاب، أحد أكبر المعارض بمصر والمنطقة، ويزوره الآلاف من الشباب، وتعقد على هامشه العديد من الندوات الثقافية، وتعقد الدورة الحالية لمعرض القاهرة الدولي للكتاب رقم 48 تحت شعار “الشباب وثقافة المستهلك”، وتستمر فعاليات المعرض الذي افتتح فى 26 يناير حتى 10 من فبراير، وقد افتتحه العام الحالي المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء.
أضف تعليق