اعتادت الخيانة أن تلازم العربي المعاصر أو عرب الخيبة وذلك منذ سقوط الدولة العثمانية واستمرت إلى يومنا هذا، ويبدو أنها ستستمر حتى يقضي الله أمرًا كان مفعولا !… وليس الكل طبعا ، فالشعوب البسيطة أغلبها هي الأقرب لطباع عرب المجد، وكما قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في سياق حديثه عن خذلان الدول الإسلامية للشيشان عندما غزاها الروس، قال: “الشعوب -أي الإسلامية- قد يكون عندها حماس ولكنها لا تستطيع”.
بدأت الخيانة في معاونة الإنجليز على إسقاط الدولة العثمانية، ومن ثم بدأ الأتراك أنفسهم بتنفس تلك الخيانة حتى أدمنها اتاتورك والليبراليون الأتراك ، إلى أن تغيّر الحال قليلا بعد وصول أردوغان الشجاع الخائف !! ومن بعد سقوط الدولة العثمانية بدأ مسلسل الخذلان والخيانة من فلسطين إلى يومنا هذا.
وسوريا وما أدراك ما سوريا ، تلك التي دخل شعبها التاريخ من خلال الظلم والقتل بشتى أنواع الوحشية حتى وصلت إلى الإبادة !… ولم يكتف المستضعف بهذا فقط ، بل شاركت في تلك الوحشية أقسى أنواع الخيانة، ولن أقول حكومات العرب المتخاذل نصفها ونصفها الآخر خائن ، بل الخيانة من أبناء جلدتهم الهاربون إلى الخارج الذين يريدون من المجاهدين والثوار قتال النظام بشروط ، كالقتال لأجل الديمقراطية ، وآخرون يريدون مشاركة النظام المجرم في الحكم ولكن على استحياء !
هؤلاء الخونة ومعهم عرب بعضهم مُنظّر -مناديب لدول أو لمن يدفع أكثر- وبعضهم يدعي نصرة المستضعفين -الغنامية ومداخلة الثورة- وبعضهم يبيع شرفه ودماء وأشلاء الأطفال بأرخص الأثمان لأجل حزبية مقيتة أو لأجل عودة قادة مقدسون عند هؤلاء كأمثال جمال معروف ، كل هؤلاء جعلوا من دماء المستضعفين وسيلة لأهدافهم ، وجميعهم لبس “بدلة الرقص” ورقص على جثث الأطفال والنساء أمام روسيا والغرب والنظام !… والله لم أرَ احقر من هؤلاء بالتاريخ العربي المعاصر، ولا أظنهم إلّا نطفة قذرة من رأس الخيانة العربية “أبو رغال” ورأس النفاق “أُبي بن سلول”، ونحن الذين ظننا بأن نسلهما قد انقرض حتى رأيناهم فجأة في الشأن السوري !!… لا أعلم كيف السوري الهارب يرى أهله قتلى وجثثهم ممزقة، وعربي يدعي بأنه مهتم بالمستضعفين ومع ذلك تجدهما يصبان عداوتهما على من ينتصر لهم ، ولا يدخران جهدا في التحريش ونشر الفتن بين الفصائل التي هي أمل المستضعفين من بعد الله، بينما جرائم النظام وروسيا وإيران يتم تجاهلها !!.
أيها السوري الهارب ، أيها العربي المندوب الخبيث … تريدان ممن يقاتل النظام أن يطالب بديمقراطية ويموت في سبيلها ، بينما لو كنتما في مكانه لما قاتلتما في سبيلها حرصا على أن تكون شهادتكما صافية لوجه الله !
أيها الخونة والمتخاذلون ، لا تتعبون أنفسكم بنشر الفتنة ، فقط كونوا صريحين وقولوا نريد مسح جرائم روسيا التي أبادت أطفال حلب، وليقل البعض الأخر منكم أنه يريد المشاركة في حكومة في ظل حكم الطاغية بشار … قولوا هذا بدلا من المسرحيات التي تأدونها في القضية السورية بينما المستضعف واللاجئ يدفن أحبابه يوميا.. صرحوا بما في قلوبكم ، بدلا من خطة خبيثة تتشاركونها مع الأعداء لترك المجرمين والتعاون علو قتل وتصفية أبناء جلدتكم الذين أرادوا إسقاط النظام وحماية المستضعفين !.
نقطة مهمة:
إلى هيئة تحرير الشام ، مبارك لكم هذه الخطوة التي نسأل الله أن تكون بداية النهاية لمعاناة ومآسي المستضعفين التي دخلت التاريخ … وأما النصيحة، فنقول للفصائل التي اندمجت في هذا الكيان المبارك -بإذن الله- وعلى رأسهم القائد “أبو جابر الشيخ” ، انتبهوا من خبث الغنامية والمناديب ومداخلة الثورة، فهؤلاء يذكرون فتح الشام في تغريداتهم ليضربوا وتد الفتنة في هذا الكيان الجديد من خلال التحريش بين الفصائل المندمجة.
سوري حر
سلخوا جلده؛ اتخذه فراءا.