كنّا في استشعار الحرج ، وأصبحنا في عدم الاختصاص !!… هذه قصة عائلة البرغش باختصار !… فمن يوقف هذه المآسي والمعاناة التي لحقت بـ 58 فردا من عائلة البرغش ؟ … من سيأتي بحق هذه العائلة الكويتية ؟ … لجنة تحقيق الجنسية لا معقب عليها ، فكيف لهذه الحكومة أن تعقب على اللجنة للبحث عن جنسية عائلة صغيرة أصبحت كبيرة بعد 40 سنة ؟! وإن قلنا أن لكم الحق في التعقيب ، فما الذي وجدتموه ويدين هذه العائلة الكبيرة العدد الآن ؟… فهاهو الكويتي عبدالله البرغش ، يقول أمام القضاء: اطالب الحكومة بإتيان الخطأ الذي وقعت فيه ويستحق أن تسحب جنسيتي وتنسف عائلة كاملة معي بسبب مواقفي في مجلس الأمة ؟!.
وأما نحن كمواطنين، ماذا استفدنا ونحن نستمع لمسؤول في وزارة الداخلية يقول في لقاء تلفزيوني معقبا على سحب جنسية عبدالله البرغش بـ: السحب مستحق وأنت تعرف هذا -يقصد عبدالله البرغش- ؟!!! … فإذا كان هذا كلام المسؤول في وزارة الداخلية وفي لقاء يشاهده الجميع ، فكيف ستدار البلد بينما المواطن لا يعرف شيئا ولا يدرك ما يجري من حوله وهو يفترض أن يكون ملمًا في كل الأمور السياسية حتى الدقيقة منها كما حدده الدستور وبشفافية الديمقراطية التي قالت له بأنك أنت يا مواطن مسؤول عن عملك وعن وطنك وأنت شريك في هذا الوطن… كيف سيعرف المواطن والردود الحكومية على كل تساؤل له بـ : أنت تعرف هذا جيدا !!!؟. عائلة البرغش الكويتية ، تملك جنسية المادة الأولى بالتأسيس ، وليس عقد عبودية به ختم السيد ، يُقطّع العقد متى ماغضب السيد كما كانت في الأيام الغابرة !…
فماذا سيفعل المجلس الحالي الذي به نوابًا نظن بهم الخير؟ … ألا يجب عليهم أن يضعوا الرياضة جانبا ؟، بل عليهم يضعوا أي استجواب مهما كانت أهميته ، مادام الأهم والأخطر هو كيان المواطن وهويته التي قد تطمس بين يوم وليلة ويطمس معها عوائل من رجال ونساء وأطفال … فهذه القضية هي الأخطر لأنها قد تمس أي منكم -نوابا ، مسؤولين ، قادة ، إعلاميين- وهو يحاول التقرب من كشف أسرار الفساد والزبانية التي تقف خلفه… لذلك يا مجلس الأمة ، فقد ضاعت حقوق الأمة وأنتم تتفرجون ، فعبدالله البرغش وعائلته كويتيون كويتيون كويتيون … فمتى ستتحركون ؟!
بقلم/ سلطان بن خميّس
أضف تعليق