كشفت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، عن سبب التطور المتصاعد في علاقة القاهرة بنظام الأسد في سوريا، موضحة أن هذا يرجع لعدة عوامل، أبرزها اشتراك النظامين في اعتبار جماعة الإخوان المسلمين تهديدًا لهما.
وتساءلت الصحيفة في مقال للكاتب «أورين كيسلر»، عن سبب تعريض القاهرة نفسها، بتملّق «الأسد»، لخسارة مكانتها الإقليمية والدعم المالي من السعودية، في ظلّ أزمتها الاقتصادية الحالية؟.
واستدل الكاتب على دعم النظام في مصر لـ«الأسد» في دمشق، بأكثر من مناسبة، أبرزها تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتلفزيون البرتغالي في نوفمبر الماضي، بدعم الجيوش الوطنية في المنطقة، وعندما سأله المستضيف حول ما إذا كان يقصد النظام السوري، أجاب بـ«نعم».
وأوضح المقال، أن تصوّر التهديد في القاهرة، يختلف عن حلفائها العرب، ففي حين ترى السعودية أن التهديد الأكبر في إيران، الراعي الرئيسي لـ«لأسد»، ترى مصر أن التهديد الأكبر في الإسلاميين السنّة، مثل جماعة الإخوان المسلمين، وتنظيم «داعش» الإرهابي.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، ظلت هي الخصم الرئيسي لأنظمة الحكم المتعاقبة في مصر منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، لافتًا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي جاء إلى الحكم عقب الإطاحة بهم.
وأردف الكاتب في مقاله، أنه فور إجراءات 3 يوليو 2013، تم اعتقال عشرات الآلاف من أعضاء الجماعة، مشيرًا كذلك إلى أن تنظيم «داعش» الإرهابي، قتل عبر فرعه «ولاية سيناء»، مئات الجنود والضباط، في شبه جزيرة سيناء، في تمرّدٍ لا يظهر له نهاية في الأفق.
وقال الكاتب إن «السيسي» عندما ينظر للصراع السوري، يتذكّر هشاشة حكمه، كما أن الحكم في سوريا، مثل الحكم الطويل في مصر، ظل نظام «الأسد» سوريا لأربعة عقود، كما أن ضبّاط الجيش في مصر، شكلوا غالبية آخر 7 رؤساء للبلاد، وهم يصفون الثوّار بالمتطرّفين. وعلى الرغم من تعقيدات وتشابكات انتماءات أطراف المعارضة السورية، فإنّ جهة واحدة منها على الأقل، وهي المجلس الوطني السوري ومقرّه اسطنبول، قد ثبت سيطرة الإخوان المسلمين عليه، وبالنسبة لتنظيم الدولة، فقد أثبت أنّه واحد من أكثر القوّات المقاتلة وحشية وفعالية ضدّ «الأسد»، يذكر المقال.
أما السبب الثاني، الذي أشار إليه المقال، هو اشتراك القاهرة ودمشق في كراهية حكومة الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، الذي يعد خصمًا رئيسيًا للنظام في مصر، حث يستضيف قادة الإخوان، ويوفّر المحطّات التليفزيونية الناطقة بالعربية التي تعمل ضدّ الحكومة في القاهرة.
أما السبب الأخير لتطور العلاقات، بين السيسي والأسد هي رؤية القاهرة التي تعتبر العلاقات مع سوريا خطوة باتّجاه تحسين العلاقات مع روسيا، الذي لجأت إليه مصر بعد إجراءات 3 يوليو 2013.
أضف تعليق