” وراء كلّ رَجُلٍ عظيمٍ امرأة”، هكذا يعبر المثقفون في العصر الحاضر عن أهمية دور المرأة في المجتمع الحاضر، كونها هي سر نجاح الرجل في عدة مجالات، وقد قالوا أنَّها نصف المجتمع أو حتى أكثر من النصف ، فالمرأة هي مربية الأجيال، وصانعة الرجال، وهي الأم والأخت و الأخ والزوجة والابنة، فقد ذكرَ لنا التاريخ بعضَ نماذج من نساء عظيمات دون التاريخ إسمهن، استطعن أن يقدن شعوباً كبيرة، وأُخريات استطعن أن يقدن ثورات وحروب ضد المستعمرين والغُزاة، و أيضاً بعضهن تحلوا بالشجاعة أكثر من الرجال في عدة أمور ، وأخريات استطعن أن يرتقين بالعلم و الفن و الأدب.
لقد كفل الدستور الكويتي حقوقها في المادة ٢٩ من الدستور وهي ” الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين. “، وهنا إعلان واضح أن المرأة نفس الرجل في هذه الدولة ، ولم يتم تمييزها عن الرجل أو فرضها للجلوس في المنزل و عدم الإنخراط في المجتع الحاضر.
ولكن البعض من المشككين بعدل الدين الإسلامي من المستشرقين وأعداء الدين، قالوا أنَّ الإسلام قد اضطهد المرأة، ولم يساوي بينها وبين الرجل في كثير من الأمور، ولكنّ القول الحقّ هو أنّ الدين الإسلامي قد ساوى بين الرجل والمرأة، و حججهم ضعيفة على تلك الأمور التي يستندون عليها، على سبيل المثال إعفاء المرأة من الجهاد، وبالتالي عدم مساواتها مع الرجل، فالمرأة أُعفيت من الجهاد في سبيل الله لأنّ الطبيعة الجسمانية للنساء لا تسمح لهن بالقتال، و مثال آخر الميراث والمرأة تأخذ نصف ما يأخذ أخاها من ميراث الأب ، لأنّ الرجل يتحمل أعباء تكاليف الحياة، بينما المرأة معفاة منها كما أن الرجل تكون مسئولياته الاقتصادية والمالية أكثر من المرأة، وتأخذ نصف ما يتركه زوجها إن لم يكن له ولد.
وللأسف لم تستوعب معظم النساء أن التيار الديني أو بعض النواب في مجلس الأمة يستغلون عددهم الهائل و أصواتهن في الوصل إلى المركز المرغوب فيه، فقبل الإنتخابات يناشدونهن و يقومون بعمل المسرحية المعتادة بأنهم هم الذين سيقومون بإعطاء المرأة كافة حقوقها، وحين يصل إلى المكان المتشوق إليه يضرب المرأة و يشبهها فقط بأنها جسد لإفراغ الشهوة و مربية للأطفال .
أخلصك ؟ حقوق المرأة كلمة كبيرة ، و حين نقول حقوق المرأة نعني هنا أن حقوقها و واجباتها نفس الرجل ، لكن البعض يصبح مع حقوق المرأة ليأخذ مايريد منهن ، و حين الوصول إلى المركز يهمش المرأة ولا يراها شيئاً ، فحججهم الإسلام فقط ولكن الإسلام لم يهضم حقوقهن كما يظنون هم ، أو أقصد كما يكذبون على المجمتع فهؤلاء يأخذون مايريدون من الدين ثم يتجهالونه ، وأيضاً يأخذون مايريدون من النساء ثم يتجاهلونهن ، فكيف نثق بشخص يقسم على الدستور ثم يطالب بإلغاء الدستور ، يجب علينا أن نثقف الأجيال القادمة بأن المرأة هي شيء عظيم و شيء كبير ، وهي التي جعلتك تصل إلى أهدافك و طموحاتك ، وأن نكون عثرة في وجه من يريد أن يرمي حقوق المرأة خلفه ، لأن المرأة هي سر الحياة فيجب إحترامها و إعطائها كافة حقوقها. ومن المفترض أن نكون مجمتع ضد كافة أشكال التعصب والتمييز .
*أحــرف*
*محمد جابر غضنفر*
Twitter : Ghadanfari
أضف تعليق