نشرت صحيفة لوبوان الفرنسية تقريرا؛ تناولت فيه قضية تقدم زعيمة اليمين المتطرف في فرنسا مارين لوبان، باستطلاعات الرأي في شأن نوايا التصويت في الانتخابات الرئاسية القادمة.
وذكرت الصحيفة في تقريرها أن العضو في الحزب الاشتراكي جان كريستوف كومبادولي، قدم عرضا وُصف بـ«المروع»، إذ تحدث فيه عن الوضعية السياسية الحالية لـ«حزب الجبهة الوطنية» الذي تتزعمه لوبان.
وحدد كومبادولي 10 عناصر تخدم مصلحة لوبان، وتجعلها أقرب للفوز برئاسة الجمهورية الفرنسية، وهي:
أولا: فوز المرشح القادم من خارج النخبة السياسية دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة التي تمثل بدورها أحد أهم وأقدم الديموقراطيات في العالم، يؤكد أن إيديولوجية الشعبوية بإمكانها أن تتغلغل بسهولة في صفوف شعب مثقف وواع. كما أن شعار ترامب «الولايات المتحدة أولا» لا يختلف كثيرا عن شعار مارين لوبان في فرنسا: «الأسبقية للوطنية».
ثانيا: لوبان تتخذ من تصويت بريطانيا على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي حجة لسلوك الطريق ذاته، خصوصاً أنه لم يظهر سلبيات لهذا التصويت على الاقتصاد البريطاني حتى الآن.
ثالثا: تقديم لوبان مشروعا اقتصاديا ساهم في تحسين صورتها أمام الشعب الفرنسي، وبذلك لم تعد الجبهة الوطنية بمنزلة ذلك «الشيطان»، بل أصبحت ثالث أقوى الأحزاب السياسية في فرنسا.
رابعا: أن الأحزاب الاشتراكية فهمت أن المعركة الثقافية التي كثيرا ما كانت تفوز بها الأحزاب اليسارية، قد تغيرت نتائجها منذ 10 سنوات لمصلحة اليمين. فالنجاح الأدبي الذي حققه الكاتبان إريك زمور وفيليب دو فيلييه يعدّ أفضل تأكيد لهذا النجاح.
خامسا: كل هجوم يحدث في فرنسا يزيد من عدد المصوتين لمصلحة الجبهة الوطنية. فالإرهاب في حد ذاته لا تقوى جل الأحزاب الفرنسية على مقاومته.
سادسا: لوبان تعمل على قلب الطاولة في وجه منافسيها؛ من خلال لعب ورقة «ثمانية ملايين فرنسي فقير».
سابعا: الفضيحة التي طالت مرشح يمين الوسط فرنسوا فيون، وانعكاساتها المدوية على حظوظه في سباق الرئاسة، الأمر الذي صب في مصلحة لوبان، رغم أنها نفسها طالتها فضيحة مشابهة في البرلمان الأوروبي، إلا أنها لم تؤثر على تقدمها على المستوى المحلي.
ثامنا: تنامي كراهية الفرنسيين لأوروبا. فقد أصبحت بروكسل منذ فترة «مكانا منفرا» بالنسبة لهم، وقد استغلت الجبهة الوطنية هذا الموقف، حيث اعتبرت أن سياسة التقشف نابعة من إملاءات أوروبية، وأن الفرنسيين يمرون منذ 40 سنة بمستوى معيشي دون المتوسط؛ نتيجة ارتباط بلادهم بالاتحاد الأوروبي.
تاسعا: خروج الرئيس السابق نيكولا ساركوزي من السباق الرئاسي، ما يصب في مصلحة لوبان.
عاشرا: استغلال لوبان لانقسام اليسار إلى ثلاث كتل، بين كل من ميلينشون وأمون وماكرون. ففي حالة اتحادهم، سيحصلون على 45 في المئة من الأصوات. أما إذا استمر الانقسام بينهم، فلن يستطيع أي واحد منهم اللحاق بركب لوبان.
أضف تعليق