أطربتنا الراحلة أم كلثوم بأغنية يامسهرني التي كتب كلماتها الشاعر الكبير أحمد رامي وصاغها لحنًا الموسيقار سيد مكاوي، إنما الذي أيقظ تلك النشوة “ساهر” الذي أسهرنا وأيقظ مواجعنا والذي يتصيد الساهرين ليلَ نهارَ وهو مختبئٌ خلف أشجارٍ أو أحجارٍ وبحارٍ وأنهار، المهم في النهاية يضربك على غفلة بمخالفة تجعلك تترنح، متذكرًا بذلك ضربات محمد علي كلاي عندما ينقض على الخصم بالضربة القاضية، تأتيك المخالفة على الجوال وأنت لاتعلم ماهية تلك المخالفة! وأين وقعت! ومتى وكيف! المهم أن تسدد سريعًا قبل أن تتضاعف المخالفة.
وبقدر ما كنّا نستأنس بالجوال “رفيق الدرب “دائمًا” أصبح الآن يُشكّل لنا رعبًا وخوفًا وهاجسًا، في انتظار تلك الكلمات التي تقلقنا “تم تقيد مخالفة” فعلاً ماصعب تلك الرسالة لاسيما إذا كنت تملك أكثر من سيارة!.. وهذا يعني (طار المرتب) وربما تستنزف بعض مدخراتك لتسديد تلك المخالفات، وفي هذه الحالة ستضطر لتأجيل دفع فواتيرك الأخرى المتمثّلة في المياه والكهرباء التي ارتفعت تعريفتها بشكل مضاعف ومخيف، وربما ونتيجة لتأخير تسديد تلك الخدمات قد يتم إيقافها عنك وفي هذه الحالة ستضطر لاستخدام وايتات المياه وشراء “مولد كهربائي” وسنستمر على هذا الحال حتى نلمس مايسمى حساب المواطن وهل هو حقيقة أم خيال؟!.
يبقى أن أقول أيها السادة، فيما يتعلق بـ يامسهرني “ساهر” في كل دول العالم حتى في بنغلاديش هناك علامات واضحة على الطرق تبين لمستخدمي الطريق أن أمامك رادر لتوخي الحذر ماعدا لدينا، وهذا يجعلنا نتساءل: هل “ساهر” نظام جباية؟! لابأس إذا كان كذلك ولكن أين البرامج التوعوية؟ وأين الطرق ذات البنية المرورية الصحيحة حتى نسلم بهذا الأمر؟
أضف تعليق