آثار مشهد ظهور علاء مبارك، في جنازة والد نجم المنتخب المصري السابق محمد أبو تريكة، العديد من التساؤلات عن أسباب حرصه على تأدية واجب العزاء، ما فسره محللون سياسيون بأنه محاولة لإحراج النظام، وأنه قد يرجع إلى محاولة للتلميع واستعادة شعبية فقدت منذ إسقاط نظام والده وإثارة حالة من البلبلة .
من جانبه يقول الدكتور يسرى البغدادي، الخبير السياسي، إن ظهور علاء مبارك رسالة للرأي العام، مفادها “أن نجل الرئيس ربما يكون امتدادًا لما هو قائم حاليًا بالاستعانة برجالهم في إدارة البلاد, وأن الثورة التي شارك فيها أبو تريكة وغيره، أسقطت مبارك لكن لم تطح بنظامه”، معتبرًا السلطة الحالية امتدادًا له.
وأضاف، أن النظام الحالي يسير على نفس خطى مبارك وبنفس سياساته، ولن يحرج من ظهور أفراد هو تابع لهم في أي مناسبة”, مشيرًا إلى أن إدراج محمد أبو تريكة، على قوائم الإرهاب، وتجريده من حقوقه “انتقام سياسي”.
وأوضح أن السياسة التي تنتهجها السلطات الحالية تشكل كارثة للاقتصاد؛ حيث يؤدي إلى تخوف الكثير من المستثمرين من الاستثمار داخل مصر في ظل الإحراج المستمر له .
وأضاف أن قرارات مصادرة أموال أبو تريكة ووضعه على قوائم الإرهاب كارثة بكل المقاييس، وأنها “ضربة قوية” للاقتصاد المصري، موضحًا أن المصادرة تُعطي انطباعًا سلبيًا عند المستثمرين، فإذا وجد المستثمر نجاحه مرهونًا باتفاقه مع النظام سياسيًّا أو اختلافه سيفكر مرارًا قبل الاستثمار في مصر.
ويرى الدكتور حسني السيد، المحلل السياسي، أن ظهور نجل مبارك فى جنازة والد نجم المنتخب السابق محمد أبو تريكة، جاء طبيعيًا لأن هناك علاقة تربطه بأبو تريكة، خاصة وأنه نموذج فريد وشخصية محبوبة لدى الشعب بصرف النظر عن التهمة الموجهة له؛ لأنها مازالت قيد الاتهام .
وأضاف “السيد”، فى تصريحات خاصة لـ”المصريون”، أن ظهوره قد يكون رغبة فى تقويد النظام الحالي أو رغبة شخصية فى كسب مزيد من التعاطف والشعبية من خلال الظهور فى المناسبات الاجتماعية أو الظهور في أماكن عامة بين المواطنين البسطاء كما حدث سابقًا، مؤكدًا أن هناك كثيرين ممن يريدون تفتيت الوطن وإشعال الفتن واستغلال الظروف كل على حسب توجهاته ومصالحه الخاصة.
وأشار إلى أن أبناء مبارك لم يصدر ضدهم أحكام، وبالتالى من حقهم الترشح مرة أخرى ودخول الحياة السياسية، من خلال تلميع أنفسهم لدخول المعارك السياسية وإحراج النظام السياسي بمواقفهم المختلفة وذلك بحسب كلامه.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد دراج، وأستاذ العلوم السياسية، أن محاولة نقل صورة انتماء أبو تريكة للإخوان غير صحيحة، وأنه مجرد التعاطف أو الميل لفكر أو انتماء سياسي معين لا يمكن إيصاله لحد التجريم، ومنتهى “الخبل”، مضيفًا أن موقف نجل مبارك من حضوره عزاء والد أبو تريكة أكثر إنسانية من النظام الحالي؛ لأنه موقف إنساني بحت، فالنظام يتصرف بمنطق الكيد، ولكن الدولة تتصرف كما لو كانت سيدة تنتقم من معارضيها فالدولة تتعامل بمنتهى العنف وهذا يهدم ولا يبني.
وأكد “دراج”، أن النظام الحالي ينزع عن نفسه الشرعية الإنسانية، ويكمل دائرة الكراهية داخل عقول الكثيرين، حيث إنه لم يصبح نظامًا سياسيًا بل مجموعة من المنتقمين من كل المختلفين معهم، لافتًا إلى أن هذه الأنظمة عمرها قصير مهما بدت قوتها على الأرض، مضيفًا أن أي شخص يعارض السلطة الحالية يتم تشويهه، وإن لم تستطع الدولة التخلص منه بالقتل أو السجن أو الإخفاء القسري يتم تشويهه.
أضف تعليق