طالما اعتبرت الاستخبارات الأميركية تنظيم القاعدة أشد خطراً على مصالحها من تنظيم داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى لأنه بالأساس يستهدف الغرب والولايات المتحدة منذ الاعتداء على المدمرة الأميركية “يو إس إس كول” إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
وها هي القوات الأميركية تصعد من ضرباتها ضد التنظيم المسمى (القاعدة في شبه الجزيرة العربية)، الذي يتمركز في اليمن من خلال عشرين ضربة جوية أطلقتها طائرات (الدرونز) التي تعمل دون طيار، إضافة إلى صواريخ المقاتلات الجوية على مواقع التنظيم في أبين وشبوة والبيضاء ولحقتها بضربات جديدة استهدفت أحد قياديي التنظيم المعروف باسم أسعد عاطف.
وفي بيان للبنتاغون قال الكابتن جيف ديفيز، إن الغارات استهدفت قيادة التنظيم، إضافة إلى معدات وبنى تحتية تابعة له، وإن الضربات نسقت مع الحكومة الشرعية في اليمن وبإعلام الرئيس عبد ربه منصور هادي.
وربما ليس من الغريب أن تكثف الحكومة الأميركية ضرباتها ضد التنظيم، لكن الفرق الآن حسب ما يقول نبيل خوري الذي عمل متحدثا سابقا للخارجية الأميركية أن الإدارة الحالية تحت إمرة الرئيس ترمب بدأت بإعطاء البنتاغون صلاحيات أوسع باستهداف القاعدة وغيرها من المنظمات الإرهابية دون الرجوع إلى الرئيس في إقرار كل ضربة جوية على حدة.
لكن إدارة الرئيس ترمب وجدت نفسها في عين العاصفة بعد تخويل ترمب عملية إنزال برية في اليمن نفذتها القوات الخاصة في يناير أدت إلى مقتل أحد الجنود الأميركيين، وتمثل هذه العملية نقلة نوعية وجريئة في الحرب التي تشنها الولايات المتحدة على تنظيم القاعدة، فهي بحاجة إلى معلومات استخبارية عن التنظيم وأسر بعض أفراده للتحقيق معهم والحصول على معلومات قيمة تمنع هجوماً لاحقاً وليس فقط استهدافهم من الجو.
وقالت مصادر في البنتاغون إن عملية الإنزال الأخيرة في اليمن أدت إلى الحصول على ما وصفته بأنه كنز من المعلومات، منها تفاصيل حساسة عن التنظيم تم جمعها من أجهزه الكمبيوتر التابعة للتنظيم، وهذه المعلومات تشمل تواصل التنظيم مع عملائه والمتعاطفين معه في شبكة حول العالم ومعرفة المناطق الآمنة لكوادر التنظيم، لكن هذه العمليات تكون منتقاة ومحفوفة بالأخطار كما حدث في العملية الأخيرة التي أدت إلى مقتل عنصر من الوحدات الخاصة.
لكن إدارة الرئيس ترمب تمضي قدما بسياسة الرئيس السابق باراك أوباما باستهداف التنظيم من الجو وبالترتيب مع حكومة الرئيس هادي .
ويعزى هذا التكثيف إلى الوضع الأمني في اليمن بسبب الحرب الدائرة مع الحوثيين، ما يسهل على القاعدة الاستفادة من حالة الفوضى لتنظيم صفوفه والتخطيط لعمليات ضد الغرب. ومن المتوقع أن يعطي الرئيس لوزارة الدفاع حرية أكبر في التحرك، ليس فقط بالضربات الجوية لكن أيضا باستخدام القوات الخاصة، خصوصا أن الرئيس من دعاه ما يسمى “الاستخبارات البشرية” أي ضرورة وجود عناصر على الأرض تجمع المعلومات من عقر دار التنظيمات الإرهاربية، وربما عملية الإنزال الجديدة والاشتباك بين أفراد التنظيم والوحدات الخاصة في أبين، كما أشارت بعض المصادر إلى أنه دليل على طريقة تعامل الإدارة الجديدة مع القاعدة.
وقال مسؤول البنتاغون إن الجيش قد منح صلاحيات مؤقتة لإجراء عمليات جوية مكثفة في مناطق وجود التنظيم في اليمن دون الرجوع للبيت الأبيض وهي حالة شبيهة بالسلطة المخولة للقوات الأميركية في مدينة سرت في ليبيا في استهداف تنظيم داعش.
أضف تعليق