تحتاج نفوسنا وقلوبنا هذه الأيام إلى لباس الطمأنينة لكي تنعم النفس بالراحة والأمان وإنشراح الصدر ، فالدفيء النفسي لا يأتي على شكل هدية مجانية تقدم عند شراء وجبة ما ، ولكن يأتي عندما تعم روح المحبة والتعاون بين أفراد الوطن الواحد .
ولكن للأسف حال أوضاع أمتنا العربية لا يبشر بالخير ، ودليل على ذلك فقدان نصاب الطمأنينة بين شعوبها المنكوبة على أمرها ، فسوريا أصبحت حزينة ، والموصل يبكي دما ، وفلسطين تئن ، واليمن أصبح غير سعيد ، وليبيا تحتضر ، ولبنان بدأ يتمزق ، حتى ضاع الأمان والطمأنينة في الأراضي العربية وأصبح التشرد والجوع والفقر والمرض هما السمة المعروفة والمختومة على جباه كل فرد من تلك الدول المنكوبة .
نعم النفوس تغيرت ، والأهواء تبدلت والسعادة فقدت ، وما زال الإنسان العربي يبحث عن السعادة والراحة والأمن في ظل إنعدام الجانب الأمني والنفسي والسياسي في عالمنا العربي .
وكما يقول ” ديل كارنيجي ” في كتابه الشهير ” دع القلق وأبدأ الحياة ” إن كل شخص من عشرة أشخاص في أمريكا مهدد بالانهيار العصبي ، وذلك بسبب القلق النفسي القاتل والفعال والمباشر الذي يعيش فيه الشعب الأمريكي كل يوم فاقدا فيه كل معاني سبل الراحة والطمأنينة .
فمبدأ نشر الطمأنينة بين الأفراد والجماعات يعتبر هو العمل الأساسي لخلق وصناعة جيل صالح وبيئة مناسبة ، فالطمأنينة هي منهج نبوي وتربوي تتعلم منه الشعوب العربية على زرع القيم والعادات النبيلة من خلال رسخ مبادئ ذكر الله في قلوب البشر وكما قال تعالي ” الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ” صدق الله العظيم .
@ adel_alqanaie
أضف تعليق