تحل غدا الخميس ذكرى وصول (كاظمة) اول طائرة ركاب كويتية حطت على ارض الكويت يوم الثلاثاء في 16 مارس 1954 وسط اجواء احتفالية احتفاء بهذه الحدث وابتهاجا بدخول عهد الطيران والنقل الجوي مواكبة لبداية مرحلة الازدهار في البلاد.
وتعد (كاظمة) أول طائرة تزدان بها سماء الكويت منذ 63 عاما ضمن اسطول شركة الخطوط الجوية الوطنية الكويتية التابعة للقطاع الخاص والتي تغير اسمها فيما بعد الى شركة الخطوط الجوية الكويتية بعد ان اشترت الحكومة اسهمها واصبحت الناقل الوطني لدولة الكويت.
وفي اطار حفل الاستقبال الذي اقيم في ساحة مطار (النزهة) القديم حلقت (كاظمة) وهي من طراز داكوتا (دي.سي 3) ذات المحركين بعدد من المدعوين في أجواء الكويت ثم عادت أدراجها إلى المطار وكان قائدها من الجنسية البريطانية.
وتعتبر الطائرة التي تسع 32 مقعدا وهي من صناعة شركة دوغلاس الأمريكية واحدة من أصل طائرتين من الطراز نفسه شكلتا أعمدة أسطول (الكويتية) التي كانت تشغل آنذاك أول خط جوي يربط بين الكويت والبصرة.
وكان من اللافت للنظر أن الشركة لم تستطع في بداية الامر تسيير رحلات جوية رسمية لبعض الدول لعدم وجود اتفاقيات مع شركات الطيران الأخرى.
وقامت الشركة بتأجير (كاظمة) في بداية تشغيلها اضافة إلى طائرة اخرى حملت اسم (وارة) إلى الخطوط العراقية التي طلبت من حكومة الكويت ذلك لسد النقص في طائراتها بسبب تعطل السكك الحديد نتيجة الامطار الغزيرة التي تعرضت لها مناطق عدة في العراق فقامت الطائرتان بنحو مئة رحلة.
وباشرت الشركة في 17 مايو من العام نفسه بتسيير ثلاث رحلات اسبوعية منتظمة بين الكويت والبصرة اضافة إلى رحلة أخرى إلى بيروت ثم اطلقت بعد ذلك رحلات منتظمة إلى القدس ودمشق وعبادان.
وظلت هذه الطائرة في الخدمة حتى عام 1959 ثم أهدتها الكويت إلى البحرين حيث دخلت في الخدمة لمدة عامين الى أن أخذتها إدارة الإطفاء هناك لتدرب رجالها على كيفية التعامل مع حوادث الطائرات إلى أن أصبحت غير صالحة للاستخدام.
وطلبت الكويت من البحرين فيما بعد اعادتها حيث قامت شركة الخطوط الجوية الكويتية بإهدائها للمتحف العلمي الكائن في مدينة الكويت عام 1986.
وفي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي عاد اسم (كاظمة) إلى أسطول الكويتية مجددا بعدما أبرمت الشركة عدة صفقات لتحديث أسطولها والتوسع في وجهاتها واطلقت هذا الاسم مرة أخرى على إحدى طائراتها الجديدة من طراز ايرباص (ايه 300 سي 4-620).
وفي 4 ديسمبر 1984 تعرضت (كاظمة) الجديدة للاختطاف على يد عناصر ارهابية حينما كانت في طريقها من الكويت الى مدينة كراتشي الباكستانية مرورا بدبي وأجبرت على الهبوط في طهران حيث استمرت عملية الاختطاف ستة أيام وقتل الخاطفون خلالها راكبين أمريكيين من بين ركابها.
وقام رجال الأمن باقتحام الطائرة وتحرير رهائنها وإلقاء القبض على الإرهابيين لكن الطائرة ظلت محتجزة في مطار طهران 17 شهرا قبل ان تتمكن الكويت من استرجاعها في 5 مايو 1986.
وفي عام 1990 عانت (الكويتية) آنذاك كبقية قطاعات الدولة في فترة الغزو العراقي لدولة الكويت حيث دمرت وسرقت القوات العراقية نحو 15 طائرة من أسطولها ما تسبب لها بخسائر قدرت بنحو 2ر1 مليار دولار امريكي.
وبعد تحرير الكويت عام 1991 باشرت (الكويتية) بإعادة بناء اسطولها وتدعيمه عبر سلسلة صفقات طائرات جديدة من شركة بوينغ الأمريكية وإيرباص الفرنسية.
وأطلقت الشركة حينها اسم (كاظمة) مرة ثالثة على احدى طائراتها الايرباص من طراز (إيه310-300) لما يرمز له هذا الاسم من أهمية في تاريخ الكويت وأمجاد الشركة.
وفي 18 مايو 2003 وبعد 13 عاما من انقطاع (الكويتية) عن الأجواء العراقية ساهمت طائرة (كاظمة) في نقل المساعدات الانسانية وحملت على متنها 20 طنا من مواد الإغاثة الطبية للشعب العراقي وكانت اول طائرة مدنية كويتية تحط في مطار بغداد منذ الغزو العراقي لدولة الكويت.
وفي عام 2014 وبعد اطلاق الشركة رؤيتها الجديدة التي تمثلت بتطوير وتجديد أسطولها وقعت (الكويتية) اتفاقية لشراء عشر طائرات (بوينغ 777-إي.ار300) ذات المدى البعيد والتي تقل نحو 334 راكبا.
وفي 31 يناير الماضي تسلمت (الكويتية) ثالث طائراتها الجديدة من طراز (بوينغ) وأطلقت عليها للمرة الرابعة اسم (كاظمة) لما يحمله الاسم من هوية تعكس حضوره الوطني والذي يمثل الناقل الرسمي لدولة الكويت.
وفي هذا السياق قالت رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للشركة رشا الرومي لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن اسم (كاظمة) له دلالات وطنية تاريخية لدولة الكويت “نعتز به ونفتخر باستمراريته وذلك من خلال إعادة طرحه على احدى طائراتنا الجديدة التي تسلمناها هذا العام”.
وأضافت ان اسم كاظمة يرمز إلى منطقة تاريخية توجد في الجزء الشمالي الغربي من جون الكويت وتقع في محافظة الجهراء على بعد 40 كيلومترا من العاصمة وكانت من المواقع المعروفة لدى العرب في الجاهلية وصدر الإسلام حيث سكنتها كبرى القبائل العربية ووقعت فيها معركة ذات السلاسل المشهورة التي انتصر فيها المسلمون بقيادة الصحابي خالد بن الوليد على جيش الفرس عام 633.
وعن طائرات الشركة الجديدة قالت ان (الكويتية) تسلمت منذ ديسمبر الماضي وحتى الوقت الحالي خمس طائرات من طراز (بوينغ 777) ضمن صفقة من عشر طائرات من النوع نفسه سيتم استكمال تسلمها بحلول الربع الثالث من العام الحالي.
وأضافت انه انسجاما مع تقاليد (الكويتية) حملت الطائرات الخمس اسماء تعكس الهوية الوطنية وهي (فيلكا) و(أم المرادم) و(كاظمة) و(كبر) و(وربة).
وذكرت أن الشركة تعمل على إضافة عشر طائرات جديدة من طراز إيرباص (ايه 350) و15 طائرة من طراز (ايه 320 نيو) يبدأ تسلمها في عام 2019 ويستكمل بحلول عام 2021.
وأكدت الرومي ان أسطول (الكويتية) الجديد سيعمل على خدمة المسافرين في الوجهات طويلة المدى والرحلات الأكثر ترددا على خطوط الشركة المنتشرة حول العالم مثل لندن ونيويورك وباريس وبانكوك.
واسست (الكويتية) في مارس عام 1954 كأول شركة نقل جوية تجارية تربط الكويت بالمناطق المحيطة وتم إنشاؤها كشركة خاصة تحت اسم (الخطوط الجوية الوطنية الكويتية المحدودة) وبعد عام واجهت مصاعب مالية مما دفع الحكومة الى تقديم المساعدة عن طريق تملك 50 في المئة من أسهمها وتضاعف راس مالها وتغير اسمها إلى شركة الخطوط الجوية الكويتية.
وفي عام 1960 أسست شركة طيران ثانية تحت اسم (شركة الطيران عبر العالم العربي) وتحولت إلى منافس قوي ل(الكويتية)
وبعد عامين استحوذت الحكومة على ملكية (الكويتية) بالكامل في حين ظلت شركة الطيران الأخرى تعمل إلى ابريل 1964 حتى اشترتها الحكومة وضمت طائراتها الأربع إلى أسطول (الكويتية).
وشغلت الشركة خطوطا رئيسية مهمة آنذاك أحدها خط (كويت-لندن) بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا والذي يعتبر خطا ذا أبعاد تاريخية وتجارية مهمة بين البلدين اضافة إلى خطوط أخرى مثل باريس ودبي ونيويورك ومانيلا.
أضف تعليق