الثورة السورية تلتقط أنفاسها وتنهض من جديد في مواجهة ملحمية ضد النظام وروسيا وإيران وأذنابها من الميليشيات الطائفية ، وعطلت المواجهة نوعا ما ، آمال البعض في تمثيل بسيط في أي حكومة مستقبلية سواء تحت حكم الطاغية أو دمية شقيقة للطاغية تتحكم فيها روسيا والغرب وإيران ، وأيضا المواجهة أغلقت الباب في وجه كل مرتزق ومتسلق على ظهر الثورة، يعرض “لجامه” على من يدفع أكثر !
في أول سنتين من الثورة كانت الشعوب العربية والإسلامية تلهج بذكر بطولات الجيش الحر بقيادة العقيد رياض الأسعد وببطولات الفصائل المجاهدة، وكانت تلك الشعوب متحمسة لدرجة أن حماسها كان يضغط على حكوماتها… لكن فجأة هدأت وتيرة الثورة ، وتشرذمت الفصائل ودخل عليها من الخارج دول كل منهم اتخذ له فصيلا خاصا به -بعضهم وليس كلهم- يسيره كيفما شاء.… ثم ظهر بصيص أمل في ملحمة حلب الكبرى وتم دحر العدو في حلب وتساقطت دفاعاته في الوقت الذي كانت فيه أبواق التحريش من الذي يدعون نصرة المستضعفين يموتون كمدا بسبب نجاح ملحمة حلب في بدايتها !
وبعدها سقطت حلب وتفرغت أبواق التحريش -بعضها مأمور وبعضها حاقد وبعضها مجرد تقديس فصائلي- في ممارسة هوايتها في بث الفتنة وتمزيق الفصائل الكبيرة التي تقوم عليها الثورة !… وهنا ظهرت المفاوضات وتم تشكيل وفد خاص يتناغم مع الائتلاف الوطني بالخنوع والمداهنة لروسيا والغرب تارة، وتارة أخرى يتناغمان بالغباء واستحماق الغرب لهما !… ولكن أبت الفصائل في الغوطة وريف حماة هذا الخضوع والخنوع وقامت بانتفاضة مفاجئة ومزلزلة وهي تتطلع إلى السماء ولسان حالها يقول: (أنت معنا يا الله ونحن بحولك وقوتك لن نخضع)…والان ، وخلال كتابة هذا المقال ، هناك مجد وبطولات يسطرها أبطال المجاهدين والجيش الحر، بل أن هناك تفاوض الجدي بالسلاح جعل الروس والغرب والنظام وإيران يضعون أيديهم على قلوبهم ولسان حالهم يقول: ليت كل تلك.الفصائل المشاركة في معارك دمشق وريف حماه، ليتهم كانوا ضيوفا دائمين عندنا في الآستانة وجنيف!
نقطة مهمة:
الفرق بين مفاوضات الاستانة وجنيف، ومفاوضات دمشق وريف حماة… أن من في الاستانة وجنيف كانوا ينصتون للقوي ولأوامره طائعون، بينما مفاوضات دمشق وريف حماة يسعى فيها الوفد المعارض -الفصائل المقاتلة- إلى قلب الطاولة على القوي لجعله هو من ينصت لهم طائعا وهو صاغر وذليل.… اللهم نصرك يا عزيز.
سوريا: أعدّت للنصر عُدة؛ أعدّ الشبيحةُ أكفانَهم.