لم يكن الحديث عن تدخل أردني مباشر في سوريا بالغريب، فالبلد مفتوح على واحدة من أسخن الجبهات في سوريا على مسافة تمتد مئات الكيلومترات، وكان هدف اللجوء الأول منذ اندلاع الأزمة.
الأردن لم يأل جهدا على مدى نحو ستة أعوام في إظهار حياد معلن بالرغم من اتهامات سورية متكررة بدعم المعارضة المسلحة في الجنوب.
الاتهامات انتقلت مع الوقت من دمشق إلى صفوف داعش الذي يتقاسم والنظام السيطرة على سوريا، فاتهم عمان بلعب دور في تأليب عشائر الجنوب ضد التنظيم المتطرف.
ورافقت التهديدات اتهامات عدة وعمليات جرت في العمق الأردني آخرها في الكرك تبناها داعش، أمر دفع الأردن إلى إعادة حساباته، فأغلق حدوده الشمالية وغير قواعد الاشتباك على طولها وها هو الحديث اليوم عن مشاركته بريطانيا والولايات المتحدة عمليات على وشك أن تنطلق للقضاء على تنظيمات إرهابية تتحرك على الحدود الشمالية مع سوريا، وعلى رأسها جيش خالد بن الوليد المحسوب على داعش.
سياسيا، كان للأردن مواقف لافتة مؤخرا من الأزمة السورية توجها الحديث عن مناطق آمنة بالتنسيق مع واشنطن، والوقوف إلى جانب واشنطن في ضرباتها الأخيرة على سوريا، والحديث عن رحيل الأسد الذي لم يكن ضمن متون التصريحات الأردنية يوما.
إذن فالأردن ينتظر الضوء الأخضر لأداء دوره في التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، ولا شك أن ترتيب البيت الداخلي والاعتماد على دعم حلفائه سيمثل التيار اللازم لهذا الضوء.
أضف تعليق