ألقى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساء الأحد، 16 أبريل/نيسان 2017، خطاب الفوز بعدما صوَّت غالبية الأتراك بـ”نعم” في الاستفتاء على التعديلات الدستورية، التي بدَّلت نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال خطاب ألقاه أمام الصحفيين، مساء اليوم، إن تركيا أنهت اليوم نقاشاً دام قرنين حول شكل الدولة، لافتاً إلى أن نتائج الاستفتاء تؤكد أن الأتراك نجحوا في أصعب مهمة، وهي تغيير شكل نظام الحكم.
واستدعى أردوغان في حديثه الدور الذي لعبه الشعب التركي في إجهاض محاولة الانقلاب الفاشلة، في يوليو/تموز الماضي، لافتاً في ذات الوقت إلى أن نتائج الاستفتاء تحمل الكثير من المعاني، فللمرة الأولى منذ تاريخها استطاعت تركيا أن تحقق هذا التغيير الكبير بإرادة الشعب.
وقال: “الدستور كان يتغير في الماضي عن طريق الانقلابات العسكرية، لكن هذه المرة تم تغييره بإرادة الشعب”.
وفي رسالة طمأنة إلى من يتهمونه بالسعي إلى الحصول على امتيازات شخصية قال: “إن التعديلات التي وافق الشعب عليها اليوم لن تدخل حيز التنفيذ الآن”.
وأضاف: “إننا الآن أمام مرحلة جديدة، فكافة المواد التي تم تعديلها لن تدخل حيز التنفيذ الآن، بل ستدخل حيز التنفيذ في انتخابات 2019، وسوف نستعد لها، ولن نعمل فقط عن طريق الشعارات واستغلال المشاعر كما يقول البعض، فسيقوم المرشحون بإعلام الناخبين عبر البرامج والمشاريع الحقيقية”.
وقال: “إن تركيا نفَّذت 7 استفتاءات شعبية قبل ذلك، وعلينا أن ننظر ماذا حقق هذا الاستفتاء، سنرى أنه حقق الكثير لأنه اختار الإحياء والإنشاء لمستقبل تركيا وشعبها”.
ودعا أردوغان دول العالم، وما وصفها بالدول الصديقة إلى احترام الخيار الشعبي من أجل مكافحة الإرهاب.
وأضاف الرئيس التركي “أن كل مَن صوَّت بنعم قد وثق في شخصي، وأنا أشكره على ذلك، وأن نتيجة نعم في هذا التصويت مهمة جداً بالنسبة لنا”.
مشيراً إلى أن 25 مليون ناخب صوتوا لنعم بفارق أكثر من مليون صوتوا بلا.
ونجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى النظام الرئاسي، وذلك بعد تصويت الأتراك بنسبة 51،3 % بالموافقة على التعديلات الدستورية، مقابل 48،7 %صوتوا بـ”لا”، بعد فرز 99.3 % من كامل صناديق الاقتراع، الأحد 16 أبريل/نيسان 2017، ما دفع أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم للاحتفال في الشوارع والميادين، وفقاً لما ذكرته وكالة الأناضول الرسمية.
وبلغ عدد المصوتين بنعم 24.840.623، في حين وصل عدد المصوتين بـ لا 23.574.590.
وستمنح مجموعة التعديلات التي صوت عليها الأتراك، اليوم الأحد، الرئيس أردوغان مزيداً من الصلاحيات؛ إذ إن السلطة التنفيذية ستصبح في يده بشكل كامل، وسيُلغى منصب رئيس الحكومة (الذي يتقلده حاليا بن علي يلدرم)، ويمكن أن يبقى أردوغان رئيس
وستمنح التعديلات الدستورية الرئيس رجب طيب أردوغان صلاحيات تعيين نوابه وبعض الوزراء وكبار الموظفين العموميين.
سيكون تشكيل الوزارة أو إلغاؤها أمراً منوطاً بمرسومٍ رئاسي، كما سيحتاج المرشح لمقعد الرئاسة لتفويض شعبي عبر جمع توقيعات من 100 ألف ناخب؛ لضمان قانونية ترشحه وعدم استبعاده.
وستكفل التعديلات للرئيس البقاء في السلطة لدورتين كحد أقصى، مدة كل منهما 5 سنوات،كما سيحق للرئيس إعلان حالة الطوارئ في البلاد، على أن يصدِّق البرلمان على القرار.
وسيتم خفض سن الترشح لعضوية البرلمان من 25 عاماً إلى 18 عاماً، كما ستجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في يوم واحد كل 5 سنوات.
أضف تعليق