بداية أتوجه بأحر التبريكات والتهاني لشعب تركيا العظيم الذي خاض يوم أمس الأحد تجربة ديمقراطية فريدة من نوعها في بلداننا الإسلامية والعربية، التي تعودت بنجاح القائد الملهم بنسبة 99.9/100، وفي أحد الاستفتآت التي كان يجريها الأسد الكبير في سورية على نفسه دون منافس ظهرت النتائج 101/100 فسئل كيف ذلك يا سيادة الرئيس؟ فقال: واحد بيحبني بعد ما صوت مات.
مبارك يا شعب تركيا العظيم وقد أثبت وبجدارة منقطعة النظير أنك شعب حرق المراحل خلال سنوات قليلة من تنسمك الحرية، ووصلت إلى الصفوف الأولى من بين الدول التي تفتخر بديمقراطيتها وانتخاباتها الحرة والنزيهة والشفافة وبشهادة الجميع.
مبارك حزب العدالة والتنمية هذا النجاح العظيم لمشروعك الرئاسي، وقد أبيت إلا أن يشاركك الشعب قرار تغيير النظام من برلماني إلى رئاسي، وقد كنت تستطيع من خلال مجلس النواب وأنت تملك الأكثرية في تمرير هذا المشروع قانونياً، ولكنه التحدي والثقة بالله دفعتكم لطرح هذا المشروع المفصلي من حياة تركيا، ليقول الشعب التركي العظيم كلمته.. وقالها: نعم للنظام الرئاسي.
مبارك للرئيس المؤمن رجب طيب أردوغان وقد قدت السفينة وكنت نعم القبطان والربان لهذه السفينة المباركة لتصل بشعب تركيا العظيم إلى بر الأمان وشاطئ السلامة، وتحول تركيا من دولة فاشلة نامية إلى دولة فاضلة متقدمة، تناطح أعرق الدول الصناعية المتطورة، ولتقف بشموخ بين الدول العشرين المتميزة في العالم رقياً ومدنية وحضارة وغنى وقوة.
مبارك لسورية ولشعب سورية نجاح هذا الاستفتاء الذي سيمس حياته ومستقبله كشقيق للشعب التركي، الذي تحمل ما لم يتحمله الأشقاء العرب من مسؤولية جسيمة باحتضان السوريين وفتح أبواب تركيا لتستضيف أكثر من ثلاثة ملايين سوري، وتقدم لهم ما تقدمه لأبنائها الأتراك ويزيد، من خدمات اجتماعية وطبية وتعليمية، وتوفير المجالات للعمل بكل الود والحب والاحترام أنّا استطابوا الإقامة وفي كل المدن التركية دون أية مضايقات.
لقد تخطت الفرحة بالعرس التركي الديمقراطي حدود تركيا لتعم الفرحة في كل البلدان العربية والإسلامية، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على وحدة الأمة الإسلامية شعورياً وسياسياً وأن مئة عام من سيطرة العلمانية اللادينية التي فرضت على تركيا والمجتمع التركي قد أخفقت في فصم عرى الإخوة الإيمانية التي تربط بين المسلمين مهما اختلفت أعراقهم وألوانهم ومشاربهم.
مبارك للأمة الإسلامية نصرها في تركيا وتصويت الأتراك بنعم على تعديل الدستور، الدستور الذي وضعه الغرب بعد أن أنهى الخلافة العثمانية، وجعل من تركيا تابعاً ذليلاً، وبهذا الاستفتاء تعود الكرامة للدولة التركية المسلمة وقد خط شعبها بيده دستور دولته الحديثة الشامخة.
ختاماً أقول مبارك لشعب تركيا العظيم قراره بنعم لتغيير النظام وعينه تتطلع إلى عام 2023 ليمزق بكل كبرياء وأنفة معاهدة الذل والتبعية “معاهدة لوزان” لعام 1923، التي أبرمها مع الحلفاء المنتصرين في الحرب العالمية الأولى، وكانت أجزاء من تركيا لا تزال محتلة من جيوش هؤلاء الحلفاء، وقد وضعت بريطانيا عدة شروط مجحفة ومؤلمة منها:
-إلغاء الخلافة.
-نفى الخليفة وأسرته خارج تركيا.
-مصادرة جميع أموال الخليفة.
-إعلان علمانية الدولة.
-منع تركيا من التنقيب عن البترول واعتبار مضيق البسفور الرابط بين البحر الأسود وبحر مرمرة ومن ثم إلى البحر المتوسط ممرا دوليا لا يحق لتركيا تحصيل رسوم من السفن المارة فيه.
سينتهي العمل بهذه المعاهدة عام 2023 ويكون قد مر عليها مئة عام، ومن هنا نتفهم تصريحات أردوغان المتتالية بأنه بحلول 2023 ستنتهى تركيا القديمة، ولن يكون منها شيء، وستشرع تركيا في التنقيب عن النفط، وحفر قناة جديدة تربط بين البحرين الأسود ومرمرة، تمهيدا للبدء في تحصيل الرسوم من السفن المارة.
أضف تعليق