في العمل البرلماني أو السياسي تجد حسابياً نتيجة شخصيات كثيرة أصفاراً على الشمال، كما تجد شخصيات تملك أصفارا مضافة على اليمين، من العشرات إلى الآلاف مرورا بالمئات بحسب الكاريزما والمصداقية التي يمتلكها السياسي.
مسلم البراك من القلائل أو النوادر الذين يعتبرون خارج هذه المعادلة أعلاه، حيث يمكن وصفه بــ”صقر” على اليمين، حر لا أحد ينكر رمزيته وتأثيره، ولذلك لا شك أن خروجه سيضيف للعمل السياسي الكثير والكثير جدا، بشرط أن يتخلص من جاذبية الشارع المهلكة التي يقودها مغناطيس أقطاب متنافرة، كل منها يغني على ليلاه، ويحلق بنا بما يملك من رمزية وكاريزما في فضاء السياسة، ليصنع لنا مسارا جديدا انتظرناه طويلا.
حديث “بوحمود” يوم الاثنين الماضي عن التفاف الحراك حول نظامنا السياسي كان بمثابة رياح حقيقية بددت ضباب من يصطاد بماء الوطنية الصافي، والذي يريده هو عكر ليكثر صيده ومكاسبه، وحديثه عن الوحدة الوطنية ضربة معلم قد تمحو دروسها أمية صفوف “محو الأمنية” بوطن واحد يجمع طوائفنا وحضرنا وقبائلنا.
والحديث الأهم للبراك كان عن المصالحة، فأمواج ظروفنا الإقليمية المتلاطمة لن ترحم الخصام ولا الصدام بين ركاب سفينة واحدة مصيرهم مرتبط بها، والظروف الدولية حاليا أحوالها متقلبة، وأعاصيرها العاتية لن تلتفت لزوابع فنجان مصالحنا الذاتية أو مصالح تحاول كسب النقاط لتكنزها داخل غلال أرباحها، بدلا من وضعها كما يجب على حروف مستقبل وطننا وأمنه وأمانه.
ومما يدعو للتفاؤل أن أهم شروط المصالحة التي وضعها البراك في خطابه أو الخطوة التي تتبعها خطوتان قد تحققت قبل خروجه بعد المبادرة السامية لسمو الأمير، حفظه الله ورعاه، والخاصة بدراسة إرجاع الجناسي المسحوبة، وفي حال إرجاع الجناسي كل ما أتمناه من البراك هو تحقيق وعده والقيام بخطوتيه:
أولاهما زيارة حضرة صاحب السمو والد الجميع، والاعتذار منه لطيّ الصفحة الماضية، وقفل الطريق على كل متكسّب أو واهم يروّج لصدام الحراك مع القيادة السياسية، وثانيتهما العمل وفق إطار الدستور وقواعد العمل السياسي، حسب العرف الكويتي وتقاليده لا حسب الخطاب المستورد “الثورجي”، الذي لم نكسب منه إلا سمعة مدوية في الخارج، في حين أصابنا داخلياً بـ”صمم” وطني أذاقنا صمتا غير مبرر أمام أربع سنوات صاخبة، فهل يفعلها البراك؟
جماعة اليوتيرن تبهرني دائما بثبات موقفها من النكوص الدائم