لعل من أكثر الأخبار التي استحوذت على وسائل الإعلام المحلية وبعض العالمية خلال هذا الأسبوع، هو خروج النائب السابق والأخ الفاضل مسلم البراك من السجن بعد أن قضى فيه مدة عامين.
وبلا شك أن الناس كانوا في انتظار الخطاب الذي سيلقيه النائب الفاضل خلال ندوته التي أقامها الاثنين الماضي. وبعد أن ألقى النائب السابق أبو حمود خطابه، فإن لنا مع ذلك الخطاب وقفات عدة.
اتضح من خلال الخطاب، حرص النائب البراك على المصالحة الوطنية ولمّ الشمل ونبذ الخلافات والصراعات، حيث دعا لأكثر من مرة في كلمته إلى نبذ الدعوات الداعية إلى التفريق بين أبناء الوطن بسبب الخلاف المذهبي، أو الأسبقية في الاستقرار في البلاد، أو المكانة الاجتماعية أو الثروة.
وحين دعا الدولة لأن تخطو خطوة تجاه المصالحة مع الشعب لتجد أن الشعب سيتجه نحوها خطوات، وقوله إن يده ممدودة للجميع من أجل مصلحة الكويت.
لمسنا في الخطاب التأكيد على عدم التنازع حول شرعية ودستورية حكم آل الصباح، فهو أمر لا يختلف عليه اثنان من الشعب الكويتي، وقد أقسم النائب البراك بأنه لو تعرض نظام الحكم للخطر فإنه سيكون من أول من ينزل الشارع للدفاع عنه.
وبذلك يرد النائب على من يحاول دق الإسفين بين الأسرة الحاكمة والمعارضة.
كان من الواضح في الخطاب قيام النائب البراك بمراجعات عدة لطبيعة وأسلوب النهج السابق في العمل السياسي، وقد أشار إلى بعض الأخطاء التي وقعت فيها أطراف في المعارضة.
وقد وضع رؤيته لعلاجها، ومنها إعلاء روح العمل الجماعي السياسي السلمي المنظم، على العمل الفردي، وأن يسير النهج السياسي وفق خطة عمل جماعية، بعيدا عن البطولات الشخصية أو الخطاب الانتخابي.
وهي بلا شك نقطة لعل بعض الحركات السياسية قد أشارت إليها سابقاً كالحركة الدستورية التي كانت تدعو دائما إلى العمل الجماعي المنظم لأنه أقوى في التأثير والإنجاز من العمل الفردي الذي يعتريه النقص والقصور.
وقد أكد النائب البراك على هذه المسألة حين قال «إن العمل الفردي لن يحقق نتيجة، والفرد مهما كانت إمكاناته لا يملك عصا سحرية، لذلك لابد من دعم العمل الجماعي المنظم دون تهميش لأحد».
كان من اللافت في خطاب البراك روح الوفاء لأولئك الذين وقفوا معه وناصروه وأيّدوه ودعموه ما قبل دخول السجن وأثناء وجوده فيه، وأنه يحمل في رقبته دين الوفاء لهذه الجموع الغفيرة التي دعمته وساندته.
وهو بذلك يثبت سمو الأخلاق التي تميز بها النائب البراك، بأنه صاحب الوفاء، الذي لا ينسى لأهل المعروف فضلهم.
أعتقد بأن النائب السابق، من خلال خطابه قد خيّب ظن أولئك الذين اعتقدوا بأنه سيكون خطابا صداميا أو انتقاميا، فجاء عكس ما يظنون.
أخيراً نحمدالله تعالى على سلامة أبو حمود، وبإذن الله تعالى تتآلف القلوب وتصفو النفوس، ويعمل الجميع من أجل مصلحة الكويت ورفعتها، وعودتها كسابق عهدها عروساً للخليج.
أضف تعليق