كتاب سبر

سيد الخواتم و “فرودو”.. والثورة السورية!

في ملحمة سيد الخواتم بأجزائه الثلاثة، تم تسليط الضوء على شخصية “فرودو”، الذي أسند له دور البطولة الرئيسي في الفيلم ، والذي جعل منه مؤلف هذه الرواية ومخرج الفيلم بطلاً شجاعاً لا يشق له غبار ، حتى أنه أنقذ مصير العالم من “ساورن” وجنوده.

مع أن من شاهد الفيلم سيجد أن “فرودو” كان عالة على الأبطال الأخرين في الفيلم ، وأن القصة تتمحور حول هؤلاء الأبطال الذين مهدوا الطريق لـ “فرودو” من خلال محاربة الأعداء واشغالهم ليصل “فرودو” الذي لا يشق له غبار إلى جبل الهلاك ويلقي الخاتم الملعون في نيران الجبل قبل أن يستحوذ عليه ملك الظلام ، بل أن مرافق “فرودو” وهو شخصية بسيطة اسمه “سام”، كان هو البطل المجهول، فهو من يحمل هذا العالة المدعو “فرودو” على ظهره ويصعد به الجبال، وهو من كان على استعداد الفداء بنفسه مقابل سلامة “فرودو” الذي تعقد عليه آمال الاجناس التي تسكن الأرض، وقد استحمل تقلبات “فرودو” المزاجية عندما حاول مفاوضة “غولوم” المسخ على حساب تخليه عنه وهو صديقه الذي كان يقدم روحه لحمايته ! … وفي النهاية وبعد العناء والجهد والجهيد، وصل العالة “فرودو” لجبل الهلاك ليلقي الخاتم في النار ، ولكن أتضح أن هذا العالة “فرودو” مجرد أناني ومتسلق، فقد طمع بالخاتم وأراد الاستحواذ عليه لنفسه متجاهلا تضحية الآخرين الذين قاتلوا لضمان سلامته… وماذا في الأخير ؟!!… “فرودو” أصبح هو البطل الذي أنقذ العالم من الشر !

******
شخصية “فرودو” العالة والأناني، نراها الان في الثورة السورية … فكم في الثورة من “فرودو” -قائد وفصيل ومنظر- يرفع شعار (الحفاظ على الثورة، ونصرة المستضعفين) وهو في الأصل عالة على الثورة وعالة على القادة والفصائل الذين ينتصرون للمستضعفين ؟!.. وكم في الثورة من “فردود” لا يهمه سوى الاستحواذ على المشهد السياسي من خلال تزييف الواقع لصالحه ولصالح الفصائلية والحزبية زائد تنفيذ الأجندات الخارجية ؟!.. وكم في الثورة من “فرودو” هو بالأصل متسلق على الثورة، ينتظر وصوله لقمة الجبل حتى يلقي بالثورة والمستضعفين وقبلها المبادئ، في نيران جبل الهلاك ؟!!.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.