يقترب النظام الإيراني من يوم 19 أيار/مايو لانتخاب رئيس جديد له، أو تجديد رئاسة الرئيس الحالي حسن روحاني ويستخدم التياران المنافسان على الكرسي الرئاسي كافة الوسائل والأدوات المتاحة وغير المتاحة على هذا الصعيد، إلا أن صحيفة كيهان القريبة من المرشد، علي خامنئي، لجأت إلى المهدي المنتظر لتدعم موقف منافس حسن روحاني في هذه الانتخابات.
وفي عددها الصادر يوم الأربعاء نشرت الصحيفة مقالاً تحت عنوان “قد يظهر هذه الجمعة”، وظفت فيه العقيدة المذهبية الاثنا عشرية حول المهدي المنتظر فربطت ما وصفته بـ”اقتراب ظهور المهدي المنتظر” بالتصويت لمنافس حسن روحاني.
وجاء في مقال الصحيفة: “إن علامات الظهور واضحة ومن أهم واجبات الشيعة لخدمة إمام الزمان (المهدي) في العصر الراهن.. هو تمهيد الأرضية لظهوره”.
وفي الوقت الذي دعت فيه الصحيفة إلى “دفع المجتمع الإيراني والمجتمع العالمي” نحو “المهدوية”، وصفت انتخاب حسن روحاني قبل أربعة أعوام رئيساً لإيران بـ”المصيبة” التي “ظهرت في مركز محور المقاومة” واعتبرته معادياً لـ”فكرة #المقاومة وربط حياته ووجوده بالتبعية العمياء للحضارة الغربية”، على حد تعبير الصحيفة.
ووصفت الصحيفة الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة بـ”المنعطف التاريخي” الذي يعتبر “اجتيازه الصحيح موصلاً إلى عالم جديد ولامع، وعكس ذلك قد يؤدي إلى السقوط والتقهقر إلى ظلمات الماضي”، في إشارة إلى سنوات حكم حسن روحاني الماضية.
ودعت الصحيفة الإيرانيين إلى التمسك بتوصيات المرشد للنظام التي وصفتها بـ”حلالة العقد” لتجاوز “المنعطف التاريخي المهم” وعدم الاعتماد مرة أخرى على “طلائع الحضارة الغربية المفضوحين” والعودة إلى “التيار الثوري الجهادي”، وفق تعبيرها.
وحذرت صحيفة كيهان الإيرانيين من مغبة “انتخاب رئيس يحظى بتأييد الدول الغربية وخاصة بريطانيا وأميركا”، لأن الانتخابات تعد من “واجبات المهدوية” وأن انتخاب “الأصلح تشكل خطوة على طريق ظهور المهدي”، على ما قالت.
يذكر أن التيار المحافظ في إيران والذي تنتمي له “صحيفة كيهان” يدعم بشكل واضح رجل الدين المتشدد إبراهيم #رئيسي، أمام منافسه حسن روحاني الذي يحظى بدعم التيار المعتدل والإصلاحي في إيران.
توجد في إيران مؤسسات استطلاع مستقلة وحرفية ودقيقة لتنشر تقارير حول شعبية المرشحين إلا أن بعض الاستطلاعات التي تنظمها مؤسسات هنا وهناك وقراءة سياسية للوضع السائد في المجتمع الإيراني تؤكد الانشقاق في المعسكر المحافظ، نتيجة المنافسة بين المرشحين المتشددين إبراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف، في الوقت الذي يقف الإصلاحيون والمعتدلون بقوة خلف حسن روحاني ويهيئون أنفسهم لتكرار أنشودة فوز روحاني لدورة رئاسة ثانية في حال عدم تلاعب مراكز القوى في نتائج الانتخابات.
وفي المعسكر المحافظ تتراجع شعبية الجنرال قاليباف أمام رجل الدين المؤيد من قبل المرشد والمؤسسة الدينية الحكومية الرسمية “حجة الإسلام إبراهيم رئيسي” ويرى المراقبون أن ثمة احتمالاً أن يطلب كبار التيار المحافظ من قاليباف الانسحاب لصالح رئيسي، بهدف دعم موقف الأخير أمام مرشح المعتدلين والإصلاحيين حسن روحاني وكافة المؤشرات تؤكد أن إبراهيم رئيسي هو المرشح المفضل للتيار المحافظ وليس محمد باقر قاليباف.
كما تؤكد بعض الاستطلاعات غير الرسمية وآراء المحللين أن روحاني يتقدم على المرشحين المحافظين إلا أن الانتخابات القادمة من الأكثر تعقيداً. أما تشدق التيار المحافظ بـ”المهدي المنتظر” فيؤكد نزعة المحافظين في الاستحواذ على كافة مفاصل السلطة في إيران وبأي ثمن.
أضف تعليق