كانت شبكة “الساحات” تضج كثيراً بالحديث عن الكويت، حيث كانت الكويت هي القضية الساخنة نتيجة الغزو والتحرير. فهذا يتهمها بالعمالة، وذاك يصمها بالخيانة، وثالث يزعم أنها ليست إلا قاعدة للأميركان، ورابع وخامس وعاشر وألف ووو…
وكان سعود العصفور و”بدر الكويت”، كما ذكرت في المقالة السابقة، هما أبرز المدافعين عن الكويت في تلك الشبكة المقروءة عربياً بشكل واسع. وكان سعود يفاخر، حينذاك، بديمقراطية دولته، وحرية الصحافة فيها قياساً ببقية الدول العربية، وعلو كعب الرياضة الكويتية، وشهرة المسرح الكويتي والمسلسلات الكويتية، وانتشار مجلة العربي، وثقافة الكويتيين وترابطهم، وبقية تفاصيل اللوحة الكويتية الجميلة في تلك الأيام…
دارت عجلة الزمن، ودارت معه وأسرع منه عجلة الهدم في الكويت. هدم كل ما سبق. فتركز جهد سعود على الشأن المحلي، وأسس “الشبكة الوطنية الكويتية”، التي كانت الأبرز بلا منازع في الكويت. حيث سقف حرية الرأي عالياً جداً، من دون بذاءة. ثم ترأس فريق برنامج “توك شوك” في قناة اليوم، وكان هو عمود الخيمة لهذا البرنامج الذي حقق أعلى مشاهدة طوال فترة عرضه، فتم إيقاف البرنامج، فعاد، فتم إيقاف القناة بقثائها وبصلها وثومها، وسُحبت جنسية مالكها.
ودارت عجلة الزمن أسرع، ودارت عجلة الفساد أسرع وأسرع، فلم يعد للرياضة الكويتية وجود، وتحول المسرح الكويتي إلى مسخ وتهريج سخيف، في الغالب، وتم خنق الحريات حتى تدلدل لسانها، وتفكك الشعب الكويتي وتناثرت شظاياه، وغُسلت مجلة العربي ودُفنت، وبتنا لا نتحدث عن الديمقراطية الكويتية من دون أن تسبقها آه حارة، وصار إعلامنا فرقة كورال تردد ما يقوله المطرب الرسمي، ووو.. فدخل سعود العصفور السجن.
انتهت المقالة، واختفت الابتسامة.
رابط المقال (1)
أضف تعليق