تستضيف الرياض بداية الأسبوع القادم القمة التاريخية التي يتمخض عنها ثلاث قمم خليجية عربية إسلامية أمريكية، ولعل ضيفًا من ضيوف القمة الرئيس الأمريكي ترامب الذي وضع السعودية المحطة الأولى في أول زيارة له بعد أن أصبح رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، لاشك كان للأمير محمد بن سلمان الدور الكبير في قبول ترامب الدعوة لزيارة المملكة، وهذا الأمر يأتي في سياق العلاقة التاريخية التي تربط السعودية بأمريكا منذ سنوات طويلة، فضلاً عن أن السعودية تعتبر رافعة راية الدفاع عن الأمة العربية والإسلامية وزعيمة العالم السني والخصم المواجه لملالي إيران الذين نشروا الاٍرهاب والطائفية والمذهبية واستخدام الإسلام للعبور لتكريس عرقيتهم وعنصريتهم، ولهذا فمن أهداف زيارة ترامب إعادة الثقة بين السعودية وأمريكا والتي غابت تمامًا أثناء إدارة أوباما التي تمخض عنها التلاعب في جميع الأوراق لتحقيق مصالح ملالي إيران واستخدام المتشددين والمتطرفين لضرب أمن واستقرار المنطقة العربية، كذلك تجيء زيارة ترامب للسعودية كونها راعية للحرمين الشريفين الأمر الذي يريد ترامب أن يؤكد أنه لا يكره المسلمين وأن المسلمين مُكوِّنٌ هام في جسد العالم بأسره، كذلك هناك ملفات سوف تُطرح بين الجانبين السعودي والأمريكي وأولها القضية الفلسطينية والتي قد تجد بصيصًا من الأمل في استعادة بعض حقوقها من الصهاينة، فضلاً عن الوضع في العراق وسوريا واليمن في ضوء التدخل السافر لملالي إيران في تلك الأراضي العربية، ثم لاننسى أن ترامب يعتبر إيران الداعم الأول للإرهاب في العالم؛ ولهذا هناك حاجة ماسة لصدها وإعادتها لأراضيها وتحييدها تمامًا من التدخل في الدول المجاورة وغيرها من دول العالم العربي، كذلك سيتم نقاش ملف من أهم الملفات المتمثل في مكافحة ومواجهة إرهاب الدواعش، واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية تحت مظلة عربية، إضافة للملفات الاقتصادية وصفقات التسلُّح السعودية التي تُعتبر الأضخم في تاريخ السعودية وأمريكا.
يبقى أن أقول أيها السادة: إن الثابت في سياسات والتزامات السعودية تجاه قضايا العالم العربي والإسلامي يتعلق بأكثر من أداء واجبات محددة بقدر ماهو قدرٌ مصيريٌّ ينبع من تلك الأمانة التاريخية التي وضعتها العناية الإلهية على عاتق السعودية كمركز إشعاع للعالم الإسلامي، ولهذا فإن تاريخ منطقة شبه الجزيرة العربية وتاريخ السعودية بالذات يتمحور حول هذة الرسالة الخالدة، سواء على مستوى استمرار الإشعاع الإسلامي في ظل ما يواجهه من تحديات أو على مستوى مواجهة كل أنماط المؤامرات وأنواع الدسائس التي أرادت النيل من مقومات الوجود العربي والإسلامي والمتمثل في دسائس ملالي إيران ونشرهم للإرهاب والفوضى الخلاقة في العالمين العربي والإسلامي.
من أقوال الإمام علي (ع ) :
كُن فِي الْفِتْنَة كَابْن الْلَّبُوُن
لَا ضَرْع فَيُحْلَب
وَلَا ظَهَر فَيُرْكَب