كتاب سبر

دونالد ترامب في السعودية.. نهاية التمدد الإيراني العبثي

الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمملكة العربية السعودية تاريخية وبكل المقاييس، بل هي نقطة انطلاق تحول هائل ستكون له آثاره بعيدة المدى ولعدة عقود.

‏ وهنا أعيد ما قلته قبل فوز الرئيس ترامب عندما توقعت فوزه وكذلك ما قلته بعد فوزه لنقول الآن بأن ما نراه ليس رئيسا أميركا وإنما أميركا نفسها.
‏ وللاستزادة يمكن الاستفادة من جملة مقاطع في يوتيوب قبل الفوز وبعده ومنها على كثرتها:
‏ ⁦‪https://www.youtube.com/watch?v=x9fdV6cAEPw&t=10s‬⁩
‏ ⁦‪https://www.youtube.com/watch?v=k-TNteB07r4&t=39s‬⁩
‏ ⁦‪https://www.youtube.com/watch?v=aFNz8I0PyAk&t=1648s‬⁩
‏ بعد هذه الخلفية عن المسألة يمكننا أن نثبت حقيقة مهمة وهي أن الولايات المتحدة ليست بلدا يمكن لرئيسه أن يجري تحويلا بسياسته كما يريد هو فكرا أو مزاجا.. سيد البيت الأبيض هو رمز ورئيس تنفيذي فقط.
‏ ويتناقض هذا مع تقاليدنا وموروثنا الذي يمنح الاعتبار الأكبر للشخصية، لكن هذا غير موجود في أميركا البلد الذي حجمه أضخم كثيرا من أن يحدد سياسته رجل عديم الخبرة.
‏ إن ما يفسر الاندفاعة الأميركية تجاه السعودية الآن وبكل اختصار شيء واحد فقط ألا وهو حجم السعودية، كما أن الذي يفسر المناهضة الأميركية الحالية والمتوقعة لإيران هو أن إيران باتت صفرا دون أي جدوى، بل وعنوانا للإزعاج وإثارة المشاكل وخلق الأزمات الضارة بالمصالح الأميركية والغربية العليا.. لم تعد لإيران بعد توقيع الاتفاق النووي معها أي قيمة يركن إليها لتحقيق أي هدف غربي في المنطقة.
‏ السياسة بل وحتى التاريخ في مجمله لا يصنعه المزاج، وإنما قواعد من أثر الواقع على محددات المستقبل والمصلحة.. وهذا هو ما يجري الآن في الرياض.
‏ هناك شراكة موضوعية تحتاجها السعودية ونحتاجها كعرب وكمسلمين وتحتاجها أميركا ويحتاجها الغرب بالمجمل ولهذا لا بد من صياغتها بشكل واضح ويلبي متطلبات كل طرف.
‏ هناك ميزان للحركة في هذا العالم الآن، ونحن بالكاد نحفظ أسماء زعماء 56 دولة إسلامية تحضر فعاليات هذا التفاهم الهائل في الرياض، وكثير أو معظم من نحفظ أسماءهم غارقون بالمشاكل.. وحدها السعودية الأفضل حالا من بين جميع الدول العربية والإسلامية المؤثرة.
‏ إن المشهد يتطلب الترفع عن تفاصيل كثيرة، وصحيح أن من استقبل الرئيس الأميركي هذا الصباح هو خادم الحرمين الشريفين ملك السعودية، لكنه أمام هذا الحشد غير المفتعل من المتابعة الدولية كان أيضا زعيم العرب والمسلمين جميعا.
‏ إن السياسة ليست عزومة عرس وقاعة احتفالات تضج بالمجاملات.. السياسة أحجام وأوزان تتعاطى مع بعضها البعض بطريقة صحيحة وذات عوائد مقدرة ومحسوبة، وعليه فإن ما ستدفعه السعودية في هذه القمة العالمية الأثر ستجد ما يقابله مما تدفعه أميركا ومعها الغرب أيضا، فالإرهاب يقض مضاجع جميع الدول، وعدم الاستقرار يتهدد بالمزيد من الإرهاب، وتاليا لا بد من حل يخفض من درجة الكراهية وأسباب بتعيش عليها الإرهاب، ولا بد أيضا من تصورات تنموية لأن فقدان الأمل منبع رئيسي للإرهاب، كما أن ظاهرة (الإسلام فوبيا) التي تجتاح الغرب تستثير الغضب لدى معظم المسلمين.
‏ إنها صفقة رابحة لطرفين نعم حجمهما مختلف بميزان القوة العسكرية، لكن الموازين الأخرى تفيد بأنه لا غنى لطرف عن الآخر.

أضف تعليق

أضغط هنا لإضافة تعليق

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.