يقول التاريخ والجغرافية إن دول الخليج جسدٌ وروحٌ واحدة، عوائل متصاهرة وإخوة وأشقاء لايفصل بينهم حدود ومسافات، ففي الرياض الأصل وفي الإمارات محطات للمحبة والأخوة وفي الكويت فكرٌ وإبداع وتميُّز وفي البحرين عذاري التي سقت البعيد قبل القريب وفي الدوحة أهلٌ وخلان وفي عمان تاريخ وحضارة، كل شيء يجمعنا وكل القواميس تؤكد على محبتنا لبعضنا.
نعم قد يكون خلاف ولكنه لايرتقي إطلاقًا للاختلاف ولا يمكن وتحت أي عنوان إلغاء الآخر فالجسد الواحد يتداعى إذا ألمَّ بأحد أجزائه مرضٌ أو سقم، ولهذا يجب أن نفوِّت الفرصة على ملالي إيران في استغلال أي خلاف بين دولنا لاسيما أن الملالي ينتظرون أية فرصة سانحة للانقضاض على وحدتنا وتفريقنا وضياع هويتنا وهو المخطط القديم الحديث الذي تسعى له إيران ومند وصول الخميني الذي أصَّل لولاية الفقية وتصدير ثورة ابتلاع الأراضي الخليجية والعربية وتمدُّدها وكما يحصل الآن في العراق وسوريا ولبنان واليمن، ألا يكفي تحقيق إيران كل ذلك التمدُّد الذي نخر الجسد العربي فضلاً عن أن هذا التمدد لن يقف حتى يصل للجسد الخليجي إذا لم نستيقظ ونصحو!..
يبقى أن أقول أيها السادة: إيران التي تعمل بكل الطرق المباشرة وغير المباشرة لتأجيج الخلافات في الجسد الخليجي وهي ظاهرة خطيرة تتسلل عبرها الكثير من المخاطر وتستغلها طهران للإساءة لدول الخليج، لذلك تحملت المملكة عبء تواصل جهودها لتحقيق المصالحة الخليجية والعربية ونبذ كل مظاهر الفرقة وقطع الطريق على الأعداء، حيث امتدتْ مجهوداتها لتشمل الكثير من مناطق التوتر وتدهور الأوضاع في العالمين العربي والاسلامي، فقد فعلت الرياض الشيء الكثير لترتيب أوضاع أمنة يسودها الوفاق والتعايش وحسن الجوار ولهذا نأمل أن يسود دول الخليج دائمًا الوفاق والاتفاق على أهم الملفات والمتمثل في الدفاعي والأمني والسياسي، وأن تفوت الفرصة على ملالي إيران بالزج بِنَا في أتون الخلاف والاختلاف والذي يَصُب في تحقيق مصالحهم الاستعمارية وبعيدًا تمامًا عن أمننا الخليجي والعربي ألا يكفي تصريح المفكًر الإيراني صادق زيبا الذي أكد وبالحرف الواحد أنه يكره العرب وبسببهم يلعن السنة، ومن أسباب الكراهية معركة القادسية التي هزمت الفرس، ولكن فات المفكر الإيراني والذي يمثل رأي النُّخب في إيران قول الرسول صلي الله عليه وسلم: “إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده وإذا هلك قيصر فلا قيصر بعده والذي نفسي بيده لتنفقن كنوزهم في سبيل الله”.
أضف تعليق