قالت صحيفة الإندبندنت البريطانية إنه إذا كان تقرير صحيفة الواشنطن بوست عن تورط الإمارات في اختراق وكالة الأنباء القطرية صحيحا، فإن ذلك يعني أنها فبركت أخبارا كاذبة ومزيفة لاختلاق الأزمة مع قطر.
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء بعنوان “اختراق وكالة الأنباء القطرية أثبت أن الشرق الأوسط هو أسوأ منطقة في العالم للأخبار الكاذبة”، أنه إذا صحت التحقيقات بأن الإمارات وراء الاختراق فهي دولة استغلالية متهكمة.
وأشارت إلى أن الإمارات خدعت شعبها باختلاق أخبار كاذبة عن قطر لتبرير الحصار وإقناعهم أن هذا جزاؤها، وأن ذلك شكل حافزا لإثارة الأزمة مع قطر.
وأضافت الصحيفة أن الإمارات مارست ازدواجية في التعامل مع الأزمة، فمن جهة تحدث وزير الشؤون الخارجية أنور قرقاش عن أهمية الثقة في حل الخلاف مع قطر، ولكنه في الطرف المقابل -وكما ورد في تقارير المخابرات الأميركية- فإن حكومته مارست على شعبها عملية خداع واسعة النطاق.
وقالت إن الأمر لم يقتصر على اختراق الوكالة القطرية، بل تجاوزه إلى تجاهل التوضيحات الصادرة من الدوحة بأن هناك عملية اختراق للوكالة، إضافة إلى استمرار الهجوم على موقع الوكالة على يوتيوب.
ولكن ما هو أسوأ من ذلك -تتابع الصحيفة- هو أن الإمارات، جنبا إلى جنب مع السعودية، حجبتا بعد ذلك قناة الجزيرة وغيرها من المواقع المملوكة لقطر، ومنعت مشاهدتها.
لذلك لم يكن مفاجئا أنه بعد أقل من أسبوعين أعلن التحالف الذي تقوده السعودية حصارا على قطر، وظهر أن التصريحات التي نشرت على الوكالة القطرية بعد اختراقها كانت “القشة التي قصمت ظهر البعير”، والحافز الأكبر لخلق الأزمة.
مقاطعة الشركات
وانتقلت الصحيفة للحديث عن تصريحات الوزير قرقاش في لندن، التي أنكر فيها أن بلاده هددت بمقاطعة أي شركة تتعامل مع قطر، وأنه تم تخيير الشركات بين أبوظبي والدوحة، ونسي أن الذي قال هذا هو السفير الإماراتي في موسكو عمر غباش.
وتابعت الصحيفة أنه لم تكن فبركة تصريحات مزيفة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هي الوحيدة، بل تبين أن القراصنة تمكنوا من تسريب قصة طلب ست دول عربية من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحرمان قطر من تنظيم كأس العالم للعام 2022.
ورغم أن خبر كأس العالم كان مزورا، وقد نفاه الفيفا، فإن الإمارات استغلته، مع أن بعض التحقيقات تشير إلى أن اختراق موقع الصحيفة السويسرية التي نشرت الخبر تم في الشرق الأوسط.
وتعليقا على كل هذه الأخبار المزيفة، قال تقرير الإندبندنت إنه عندما تفكر في كل المعلومات الخاطئة التي نشرت، فإنه ليس مستغربا أن يتحدث تقرير جديد عن حرية الصحافة الدولية أعلن في أبريل/نيسان أن العالم قد دخل عصرا جديدا من “ما بعد الحقيقة والدعاية وقمع الحريات”.
كما أظهر مؤشر حرية الصحافة العالمية لعام 2017، الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود، أن الشرق الأوسط أصبح أسوأ منطقة في هذا الصدد.
وأشارت إلى الإدانة الدولية لمطلب دول الحصار بإغلاق شبكة الجزيرة، لكنها علقت على كلام السفير غباش الذي قال فيه “نحن لا ندعي أن لدينا حرية الصحافة، ونحن لا نعزز فكرة حرية الصحافة”، وقالت إنها “تصريحات تقشعر لها الأبدان”.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن على قطر أن تقاوم أي محاولات لتضييق حرية الصحافة، الأمر الذي يميزها عمن يتهمونها.
أضف تعليق