” ثقافة التسامح والتعايش ”
قال الله تعالى :
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }
ديننا الإسلامي هو دين السماحة ، والتسامح والتعايش مع من نختلف معه في الديانة أو المذهب
أو الطائفة ، لو نظرنا الى زمن قريب ، ليس ببعيد عنا ، لو جدنا بأن القبائل تتعارك مع بعضها ، ويقتل بعضها بعضاً عدواناً وظلماً ، ولا يقتصر الامر إلى القتل ، بل إن عجلة الإرهاب القبلي كان مستمراً ، بحيث الغزو والسبي والسلب وغيرها من ادوات الارهاب .
حتى تطور الامر ، فأصبح هناك الحروب بين الدول ، لأطماع توسعية في القتل والإجرام والإرهاب ، ولكم أن تنظروا اليوم ، تخلوا دولة من الدول من حرب ، أو تهديد بتفجير أو تدمير ، ولا يتوقف ذلك ايضاً ، بل خرجت عصابات بإسم الإسلام والإسلام منها براء ، مثل ( داعش وحزب الله و الحشد الشعبي والحوثي وغيرها من فيالق مجرمة ارهابية دموية طائفية مذهبية ، تدعي الاسلام زوراً وبهتاناً ) .
لكم أن تتأملوا ماذا خلّفت هذه الجماعات الإرهابية إلاّ البطش وقتل الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ والعُزّل .
ثم تنسب عملها الدموي الإرهابي للإسلام ؟!
لقد ابتعدوا عن الاسلام الحقيقي ، الذي امر به رب العزة والجلال ، وجاء به خير المرسلين ، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .
الذي أصلّ ثقافة التسامح والتعايش ، فلم ينقض المعاهدات ، ولم يخن من إئتمنه ، ولم يقتل نفساً بغير حق ، حتى انه ارجع المرأة التى هي ثكلى من الزنا ، حتى تفطم ، ولم يسمح لاصحابه بأخذ اموال اهل اليمن ، بل نهاههم عن نفائسها ، وكان هذا في الدعوة الى الله ، وهم على خلاف الدين والملة .
ومع هذا كله من التعامل الانساني اللامثيل له ، أُخرج من بلده مكة ، وهاجر منها الى المدينة ، وقوبل بالإساءة في الطائف ، وقيل عنه من العبارات ما قيل ، وابتلي في نفسه واولاده واهل بيته ، ولم ينتقم أو يفجر أو يدمر أو يقتل .
ثم هو يقول ( اللهم اغفر لقومي فإنهم لايعلمون ) .
هذا هو التسامح والتعايش لمن يريد أن يعرف معني الاسلام الحقيقي ، حافظوا على النعم ، واحدروا من فواتها ، فقد مرّ علينا من البلاء ما يكفينا ، من تشرد وتشتت وتفرق في دول العالم ، اتركوا اجنداتكم الفاسدة والحزبية الإقصائية .
واعلموا بأن الكويت للجميع ، وليست لأحد دون غيره .
اللهم احفظ الكويت واهلها
من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
قال الله تعالى :
{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا } .
أضف تعليق