نشر موقع Huffpost تقريرا عن أسباب تغيير وجهة نظر الرئيس الأمسركي دونالد ترمب اتجاه أفغانستان واعلانه النية ارسال تعزيزات عسكرية الى هناك رغم أنه وصف العمليات في افغانستان بـ”الهدر”، وأعلن أكثر من مرة عزمه سحب قواته منها، قبل أن يعود الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليعلن قبل يومين أنه قرر بقاء جنوده في أفغانستان، بل وزيادة عددهم أيضاً. والمفاجأة اليوم كانت أن صورة لنساء يرتدين تنورات قصيرة من حقبة السبعينات كانت وراء هذا التغير.
فقد استعان الجنرال هربرت ماكماستر، مستشار الأمن القومي الأميركي، بصورةٍ قديمة لنساء أفغانيات يتجولن في شوارع كابول مرتدياتٍ تنوراتٍ قصيرة، ليقنع ترامب بإعادة الالتزام بجهود الحرب في أفغانستان.
وكان القصد من أداة المساعدة البصرية تلك أن تثبت للرئيس أنَّ القيم الغربية يمكن إعادتها إلى أفغانستان، عبر مواصلة الولايات المتحدة جهود الحرب المستمرة منذ 16 عاماً، بحسب صحيفة الدايلي ميل البريطانية.
وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، أنَّ الصورة التي عرضها ماكماستر على ترامب كانت بالأبيض والأسود، وتعود إلى عام 1972 لنساء يرتدين تنوراتٍ قصيرة في العاصمة الأفغانية، وترمي إلى إقناع الرئيس بأنَّ مواصلة الجهود في أفغانستان ليست أمراً ميؤوساً منه.
ترامب البصري
وكانت تقارير سابقة قد ذكرت أنَّ ترامب يحب تلقِّي المعلومات مُتضمِّنةً رسوماً بيانية، وغيرها من أدوات المساعدة البصرية.
وحيلة ماكماستر هي جزء من جهدٍ طويل من جانب الجنرالات الأميركيين وغيرهم من المستشارين، الذين أرادوا أن يُعيد ترامب الالتزام بالحرب المستمرة منذ 16 عاماً، والتي وصفها ترامب نفسه في سلسلةٍ من التغريدات قبل انتخابه بأنَّها “هدر”.
وقال ترامب مساء الإثنين، 21 أغسطس/آب: “كانت غريزتي الأصلية هي الانسحاب، وتاريخياً أحب أن أتبع غرائزي”.
وأشار ترامب إلى عملية صنع القرار في الخطاب. فقال: “إذن فقد درستُ أفغانستان بتفصيلٍ كبير ومن كل زاويةٍ يمكن تصوُّرها. وبعد العديد من الاجتماعات، على مدار العديد من الشهور، عقدنا اجتماعنا الأخير، الجمعة الماضية، في كامب ديفيد، مع حكومتي وجنرالاتي، من أجل إكمال استراتيجيتنا”.
وقد حذَّر وزير الدفاع جيمس ماتيس هو الآخر الرئيس ترامب من تبِعات الانسحاب، وظهرت في تصريحات الرئيس إشارات متكررة من مخاطر سحبٍ “مُتسرِّع” للقوات.
وكان ماكماستر قد انزعج من مقترح ستيفن بانون، كبير مستشاري ترامب للشؤون الاستراتيجية السابق، بالاعتماد على مُتعهِّدين عسكريين مدعومين فقط بجزءٍ بسيط من القوات الأميركية.
ونشر موقع بريتبارت نيوز، الذي عاد إليه بانون بعد عزله، يوم الإثنين، قصةً نقلاً عن إريك برنس، تدافع عن مقترح الاعتماد على جيشٍ خاص من 5500 جندي من المتعهِّدين العسكريين.
إذ قال برنس، وهو مؤسِّس شركة بلاك ووتر للخدمات الأمنية الخاصة، لموقع بريتبارت: “للأسف، أتوقع أن يعود ترامب ويقبل نموذج وزارة الدفاع الفاشل على مدار الأعوام الـ16 الماضية”.
وأضاف: “وبالنسبة للاهتمام بالتنوع كما تدَّعي وزارة الدفاع، فإنَّها ليست مهتمة بتنوع الآراء حيال كيفية إنهاء حربها الأطول”.
هذا، وقد عُزِل بانون من منصبه الجمعة، 18 أغسطس/آب، ولم يكن حاضِراً في كامب ديفيد في أثناء عملية صنع القرار، الذي يتراجع عن الانسحاب من أفغانستان.
أضف تعليق