حوار: عياد الحربي
نظراً لأهمية الترجمة وأنها لم تعد “خيانة للغة” كما يدّعي المثل الإيطالي الشهير، بل أصبحت مشروع ثقافي وحضاري تبادلي بين كافة بلدان العالم قاطبة.
ولأن اللغة أداة تواصل بين الشعوب كان للترجمة دور في غاية الأهمية حتى تكسر هذا الحاجز بين الإنسان في أمريكا الجنوبية واليابان وفي المشرق والمغرب كافة لتكن أداة تعارفية تطل على ثقافات وفكر وتاريخ وحضارة الشعوب. “ووحدها الترجمة هي القادرة على بناء الجسور التي يمكن من خلالها عبور الإنجازات البشرية” مثلما أكدت ذلك الدراسات الأكاديمية.
من هذه المنطلقات الأدبية والثقافية والإنسانية جاءت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دولة قطر لترعى المترجمين الأفراد ودور النشر.
وكان لـ ((سبر)) هذا الحوار مع المستشار الإعلامي للجائزة د. حنان الفياض لتلقي الضوء على جوانب عدة تهم الجهور العربي ودور النشر للجائزة التي برزت مؤخراً كإحدى أبرز الجوائز تحمل قيمة أدبية وثقافية ومادية.
نص الحوار..
– كيف تقدمين لنا الجائزة، وما جديد النسخة الثالثة؟
جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي هي جائزة تحمل قيمتها في اسمها وفي الأهداف التي رسمت لها بعيدا عن أي مقارنات بينها وبينها الجوائز الخاصة بالترجمة لأنها وجدت لتكون متفردة في رؤيتهاوأهدافها، وهي اليوم تشق طريقها بثبات وتستعد للإعلان عن الفائزين في نسختها الثالثة كأحسن استعداد من خلال إدارة حكيمة يمثلها مجلس الأمناء ولجنة التسيير التي تضطلع بمهام الإشراف على أعمال الجائزة وضمان شفافيتها ولجان تحكيم دولية مستقلة تختارها لجنة التسيير بالتشاور مع مجلس الأمناء.
– متى تأسست الجائزة وما هي أهدافها ؟
– تأسست الجائزة في عام 2015، بهدف تأصيل ثقافة المعرفة والحوار وتنمية التفاهم الدولي وتشجيع عمليات المثاقفة الناضجة بين اللغة العربية وبقية لغات العالم عبر فعاليات الترجمة والتعريب. وتُمنح سنويا للمترجمين الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية المهتمة بنقل المعارف والعلوم الإنسانية والاجتماعية من اللغة العربية وإليها.
– ما هو جديد الجائزة وفئاتها المشاركة وقيمة جوائزها ؟
– قامت الجائزة هذا العام بتوسيع فئاتها لتشمل بالتساوي عددا من اللغات الشرقية، وتتوزّع إلى ثلاث فئات: الأولى باسم “جوائز الترجمة” وتضمّ أربعة فروع تُمنح للمترجمين من العربية إلى الإنجليزية، ومن الإنجليزية إلى العربية، إضافة إلى فئة الترجمة من العربية إلى الفرنسية، ومن الفرنسية إلى العربية، وقيمة كلّ منها مائتا ألف دولار (200 ألف) دولار.
الفئة الثانية باسم “جوائز الإنجاز”، وتُقسم إلى عشرة فروع ينال الفائز في كلّ واحد مائة ألف (100 ألف) دولار، وهي: الترجمة من العربية إلى الأردية، ومن الأردية إلى العربية، ومن العربية إلى الصينية، ومن الصينية إلى العربية، ومن العربية إلى الفارسية، ومن الفارسية إلى العربية، ومن العربية إلى المالاوية، ومن المالاوية إلى العربية، ومن العربية إلى اليابانية، ومن اليابانية إلى العربية.
أما الفئة الثالثة فهي جائزة التفاهم الدولي وقيمتها مائتا ألف (200 ألف) دولار، وتمنح تقديرًا لأعمال قام بها فرد أو مؤسسة، وأسهمت في بناء ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي. وقد كان اختيار اللغات الشرقية الخمس منسجما مع أهداف الجائزة.
– ما هي آليات الترشح والترشيح للجائزة، وشروط ذلك؟
– لابد من الإشارة أولا إلى أن الإعلان عن تاريخ بدء الترشح والترشيح يتم في الربيع من كل عام، وينحصر ترشح الترجمات وترشيحها في مجال الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، عن طريق المؤسسات (دور نشر أو مراكز بحوث أو معاهد وأقسام جامعية… إلخ)، أو عن طريق الترشّح الفردي، على أن يكون الترشح والترشيح لاشخاص على قيد الحياة، ولا يحقّ ترشيح أكثر من عمل واحدٍ للمترجم الواحد، كما يحق لكلّ مؤسسة ترشيح ثلاثة أعمال لمترجمين مختلفين.
اشترطت الجائزة أن تكون الأعمال المرشّحة منشورة خلال فترة خمس سنوات من تاريخ إعلان الترشح والترشيح، وتستثنى جوائز الإنجاز من شرط الفترة الزمنية، إذ تمنح عن مجموعة أعمال قدمت إسهامًا متميزًا على امتداد فترات طويلة.
– ما المعايير التي حددتها لجنة التسيير لتقييم الأعمال التي تقدمت للجائزة؟
– ثمة مجموعة من المعايير المتفق عليها من قبل مجلس الأمناء ولجنة التسيير وهي أن يكون العمل مهما في الثقافة المترجم منها، وفي الثقافة المترجم إليها، وأن يحافظ على مضمون وروح العمل الأصل، وأن تكون الترجمة دقيقة، وتكون اللغة سلمية إملائيا ونحويا وتعبيريا، وأن تتسم الترجمة بالسلاسة والجمالية.
تجدر الإشارة هنا الى أنه تم غلق باب الترشح والترشيحات للنسخة الثالثة في نهاية شهر أغسطس الماضي، وتقوم لجان الفرز والقراءة حاليا بعملها في كامل السرية والمهنية.
– كيف تصفين حفل التكريم، ومن أبرز الفائزين في النسخة الماضية؟
– يتزامن الإعلان عن الفائزين وتكريمهم سنويا مع انعقاد المؤتمر الدولي للترجمة وإشكاليات المثاقفة والذي ينظمه منتدى العلاقات العربية والدولية ومقره الدوحة، ويعقد المؤتمر هذا العام يومي 13 و14 ديسمبر القادم.
وأبرز الفائزين بالمراكز الأولى في النسخة الثانية الأسباني سلفادور بينيا مارتين Salvador Pena Martin في فئة اللغة العربية إلى اللغة الأسبانية عن ترجمة كتاب ألف ليلة وليلة، وفاز بالمركز الأول في فئة اللغة الأسبانية إلى اللغة العربية صالح علماني عن ترجمة رواية “عشر نساء” لمارثيلا سيرانو. وفي فئة اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية فاز بالمركز الأول مايكل كوبرسون عن ترجمة كتاب مناقب أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل لابن الجوزي، وحصل على المركز الأول في فئة اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية مراد تدغوت عن ترجمة كتاب المرجع في علم المخطوط العربي لادم جاشيك، أما جائزة الإنجاز فحصلت عليها مؤسسة البيت العربي في إسبانيا – مدريد وقرطبة، ومؤسسة بانيبال – لندن – المملكة المتحدة، ومؤسسة ابن طفيل للدراسات العربية – المرية – إسبانيا.
أضف تعليق