أكد الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية هلى التقارب في المواقف والرؤى بين دولة قطر وفرنسا في العديد من القضايا الساخنة في المنطقة مثل سوريا والعراق وليبيا واليمن وفلسطين.
ورحب في لقاء صحفي مع ممثلي عدد من الصحف الفرنسية البارزة، بالمبعوث الفرنسي السيد برتران بوزونسونو السفير السابق في كل من دولتي قطر والسعودية الذي سوف يزور المنطقة قريبا في إطار الدعم الفرنسي للوساطة الكويتية والمساهمة في تقريب وجهات النظر.
وأكد وزير الخارجية أن انسحاب قطر أمر غير وارد من مجلس التعاون، الذي وصفه بأنه منظمة مهمة ومصدر استقرار في المنطقة. وأعلن أن دولة قطر ستبقى ملتزمة بأمن الخليج رغم كون دول الحصار خاطرت بمجلس التعاون عبر انتهاك مبادئه، وأشار إلى أن هناك حاجة لإصلاح مجلس التعاون الخليجي، ليحترم سيادة الدول الأعضاء والابتعاد عن سياسة الإملاءات بحق الدول الأخرى.
وبيّن أن من انتهك اتفاق الرياض 2014 هو من يتحمل المسؤولية. وأضاف أن توافقنا في مجلس التعاون الخليجي على سياسة عامة، ولكن لكل دولة سيادتها، ودول الحصار هي التي خاطرت بمجلس التعاون الخليجي وليست قطر عبر انتهاك مبادئه.
الجزيرة
وردا على سؤال حول سياسة قناة الجزيرة المعادية لمصر ودول الحصار، أكد آل ثاني أن الجزيرة قناة مستقلة ولا سلطة للحكومة عليها ولا على توجهاتها. وأضاف أن مصر هي من أغلقت مكاتب شبكة الجزيرة وزجت بصحفييها في السجون، فكيف تريد مصر من الجزيرة أن تتعاطف معها؟ ووجه سعادته سؤالا للصحفيين الفرنسيين قائلا: هل تتعاطفون كإعلاميين مع دولة إذا أغلقت مكاتبكم وألقت بمراسليكم في السجون؟.
وتابع: “الطبيعي أن تتعاطفوا مع زملائكم”، ورفض اتهام قطر باستخدام قناة الجزيرة ذخيرة للضغط على دول عربية، مؤكداً أن القناة مستقلة في إدارتها، ومشاهد الجزيرة لو لم تعجبه مادتها؛ فعليه أن ينتقل إلى قناة أخرى، فهو ليس مضطرا لكي يرى الرصاصة قادمة إليه. ولكن كيف لدول مثل مصر والسعودية والإمارات أن تنظر إلى قطر الدولة الصغيرة على كونها تعرقل استقرارها لمجرد الاختلاف في وجهات النظر.
وأكد أن قطر مستعدة للحوار غير المشروط، لمناقشة مطالب دول الحصار دون المساس بسيادتها، مشيرا إلى أن مطالب دول الحصار ال13 تم تصميمها لكي ترفض. وشدد على أن الحوار يتطلب، بالدرجة الأولى، رفع الحصار وعدم المساس بالسيادة.
لن نسلم القرضاوي
وردا على سؤال بأن قطر ترفض تسليم الشيخ يوسف القرضاوي إلى مصر، قال وزير الخارجية القطري إن قطر لن تسلم الشيخ القرضاوي، لكونه قطريا منذ سبعينات القرن الماضي. فكيف نسلم مواطنينا، كما إنه ليس إرهابيا وإنما معارض سياسي له وجهة نظر، لكن للأسف دول الحصار اخترعت قوائم إرهابية خاصة بها، لكونها لا تقبل الرأي الآخر، وتتهم من يحمل رأياً مخالفاً بدعم الإرهاب.
وأكد أن دول الغرب لم تتجاوب مع اتهامات وقوائم دول الحصار الملفقة بدون دليل ضد قطر بدعم الإرهاب، لأن القوائم الصادرة عن دول الحصار مجرد اتهامات، والقوائم الوحيدة للإرهاب التي تعترف بها دول العالم هي الصادرة عن الأمم المتحدة. وقال إن دول الحصار تتهم معارضيها السياسيين بالإرهاب. واتهمت قطر بالإرهاب لأنها تسعى إلى سياسة خارجية مستقلة، مشدداً على أن الحصار المفروض على قطر هو تهديد وترهيب لمواطني قطر لتحقيق أهداف سياسية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن دول الحصار تحاكم من يتعاطف مع قطر بالحبس لمدة تصل إلى 15 عاماً أو الإعدام.
وقال وزير الخارجية إن البيانات التي قادت بعض دول مجلس التعاون ومصر تلك إلى تصنيف جماعة الإخوان إرهابية ليست المعلومات نفسها لدى دولة قطر، وبالتالي فإننا لم نضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب لأننا لم نحصل حتى الآن على دليل يثبت أن أعضاء تنظيم الإخوان الموجودين في دولتنا يخططون لأنشطة إرهابية، وعن سبب احتضان الدوحة أعضاء تنظيم “الإخوان” رغم أنهم مطلوبون في دولهم، قال الشيخ محمد إن وجود هؤلاء الأفراد هو من قبيل كونهم معارضين سياسيين، ونحن لدينا مثل هؤلاء الأفراد من دول عدة، وليس فقط من مصر. ونحن لا نسمح لهم في قطر بالقيام بأي أنشطة سياسية أو أن يتخذوا قطر منطلقاً للإساءة إلى دولهم أو مهاجمتها.
مصر والإخوان
وأكد وزير الخارجية أن قطر لم تدعم جماعة الإخوان المسلمين، وإنما دعمت وما تزال تدعم شعب مصر، وقال وزير الخارجية “نحن لم ندعم تنظيم الإخوان، الذي تعتبره دول الحصار تنظيما إرهابيا، ولكنه ليس إرهابيا، وليس معنى أن تختلف مع النظام أنك إرهابي. وقال إن قطر ليست من انتخب الرئيس محمد مرسي والإخوان وإنما الشعب المصري، وربط الدعم القطري لمصر بـ “الإخوان” فهو أمر غير صحيح ولا يليق بقطر، إذ ظلت دولة قطر تدعم مصر منذ ثورة 25 يناير مع المجلس العسكري الذي تسلم شؤون البلاد، حيث تم توقيع اتفاقات مع حكومة عصام شرف المؤقتة للتنمية والاستثمار في مصر ولا تزال هذه الاتفاقات سارية حتى اليوم. وبعد ذلك تم انتخاب الدكتور محمد مرسي فتعاملنا معه على أساس أنه حاكم مصر، وبعد الإجراءات التي تمت في مصر ضد حكم مرسي استمر الدعم ولم توقف قطر شحنات الغاز، حيث صدَّرنا في ظل حكم الرئيس السيسي 5 شحنات عملاقة من الغاز القطري هبة للشعب المصري، وذلك بتوجيه أميري كريم.
وأضاف : كما إننا لم نسحب استثماراتنا في مصر التي تتجاوز ال20 مليار دولار، لكونها تخدم الشعب المصري وتساهم في خلق وظائف ونمو الاقتصاد المصري، لأن قطر تؤمن بأنه إذا كانت مصر قوية، فهذا سينعكس إيجاباً على الوطن العربي، ونحن مع مصر قوية مستقرة آمنة، فإذا كان النظام القائم في مصر يرفض التعامل معنا فله مطلق الحرية، ولكننا مازلنا نريد ونحرص على استقرار مصر لتظل دولة راسخة، وقد ظللنا ندين ونرفض ما تتعرض له من إرهاب، فأمن مصر من أمن الدول العربية واستقرار مصر من استقرار الدول العربية كلها.
صحف فرنسية
شارك في اللقاء مع الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني وزير الخارجية، ممثلون لصحف لوموند، الفيجارو، مجلة لوبوان، وكالة الصحافة الفرنسية، جريدة تلجرام، جريدة ت.ت.ي الاستراتيجية، جريدة ليبراسبون، ومجلة نوفل أوبزرفاتور، وذلك في مقر سفارة قطر في باريس، بحضور سفيرنا فوق العادة لدى فرنسا وموناكو سعادة الدكتور خالد بن راشد المنصوري. وحضرت “الشرق” اللقاء الذي قدّم خلاله سعادة وزير الخارجية شرحا لأسباب الأزمة الخليجية وتداعياتها وأبعادها على المنطقة ودول العالم ومواقف دولة قطر.
أضف تعليق