مرّ أحد الحكماء ذات يوم على رجل اشتهر بالشرّ فوجده يحرث أرضاً .
قال الحكيم :
ماذا تفعل يا فلان .!! ؟
أجاب الرجل الذي اشتهر بشرّه .
أما تراني أحرث الأرض !! ؟
فسأله الحكيم وماذا ستزرع !!؟
أجاب الرجل الذي اشتهر بشرّه .
أزرع شرّاً !!
قال الحكيم :
إذن فلا تكثره !!
فسأل الرجل مستغرباً الذي اشتهر بشرّه الحكيم قائلاً :
ولماذا !! ؟
أجاب الحكيم :
لأنك ستتعب في حصاده ….!
انها نظرية ثابتة في المفهوم السياسي لهذه الحالة التي نراها الآن نتفق معها او نختلف ، اذا لم تكن توجهاتك او حتى مطالباتك مبنية على قيم ومبادئ ، تأكدوا بأنها لن تكون مقبولة لأحد الأطراف ويستمر النزاع والخلاف بأي قضية مستحقة، احدها قضية “سحب الجناسي” التي مرت تاريخيا في الكويت تسحب من طرف ويصفق الطرف الآخر وتسحب من الطرف الآخر ويصفق الطرف المتضرر قبله !!! استغرب ونستغرب من هذا الجهل وهذا الإنهيار بالمفاهيم التي يصعب استيعابها خاصة من المتضررين من ” الشر”
وهذا المنظور ليس على المستوى الشعبي بل أيضا على مستوى حكومي يصفق الطرف لبعض الصحفيين و ” المغردين ” وبعدها يختلف ويخالف ويعادي الطرف الآخر ..
المسألة هي أزمة مفاهيم وانعدام شرف الخصومة والمروءة في الساحة السياسية قد يصبح مرضاً معدياً لكافة المجالات وأولها الإجتماعي الذي انشرخ من انحراف ما تأسسنا عليه وهو احترام الرأي والرأي الآخر الذي نسمع به ولم نراه منذ عدة سنوات وللأسف حتى من نعتقد بأنهم اصحاب طرح واقلام واصوات وافكار راقية نكتشف وننصدم بواقع مرير في حقيقة أمرهم من أجل ” المصالح الشخصية ” .. إنها أشياء لا ينظمها القانون على قدر ما تنظمها البيئة السياسية التي نعيشها ونتحمل نتائجها جميعا في الكويت والخليج والوطن العربي ولا عزاء لضحياها .
علي توينه
@Alitowainah
أضف تعليق