لعل الثناء لا يصل في عصرنا هذا إلا لمن ابيَّض شعره
ورحل السواد عنه، لكن هناك من يخط المجد في شبابه . ويكتب التاريخ مبكراً . ويقدم نفسه كرجل قادم من الماضي . يبحث عن مواطن النُبل وهو النبيلُ المتفقُ على نبله وشرفه، فزاع عبس.. قصة رجل ابتدأت مبكراً ما بين أوساط الشباب . لم يذكر اسمه إلا وحاصره ثناء الحاضرين من كل جهة، لا يميلُ لركب دعاة الحريات ومحاربة الدين كمثل التجمعات الشبابية التي نراها في بلادنا .
بل يسير على نهج الأولين . الوسطية المباركة ومواكبة المجتمع والسير على مبادئه . سباقٌ بالأفعال قبل الأقوال، معتمد لديه كل امرئٍ مسلم أنه من المقربين الأحبه، (فهد).. لا تُسلط عليه الأضواء وهو الثريا . براقٌ منيرٌ مضيئ . ينوب عن المجد بما يفعلُ وبما يقول . وإني لأبحثُ جاهداً في أعماق بحور التعبير لعلي أرزقُ بجوهرة ثناء تُهدى لشخصه الكريم . ولكنني لم أجد إلا لقبه المعروف.. فزاع عبس، ليت الزمان بمثله يجود في مجتمعات الأمه . لتُطبق فعلياً “إنما المؤمنون إخوة” وليرى الكثرين بالأقوال ولا أفعال تُذكر !!
إن المجتمع يعرف جيداً من هم الأخيار . ولا تشفع لأحدٍ ( كان أبي ) ! إنما القولُ قولُ ( ها أنا ذا) . والتاريخُ يكتب مبكراً . في أول العمر لا يكتب حينما يبيض الشعر وينحني الظهر، من نشأ نبيلاً يستحق لقب النبيل. ومن نشأ فزاعاً ! يستحق لقب فزاع ! وهنيئاً لعبس بفزاعها . فهد بن مبارك الخرينج .
هل هناك عبس في هذا الزمان؟ إذاً فهناك غطفان وهوازن وثقيف وكهلان…. قليلاً من احترام عقولنا….
كل القبائل العربية أخذت أسماء مغايرة لاسمها في الجاهلية تجانساً من ظرفها التاريخي وتطوراته! فهل تريدون استبدال الرشيدي بالعبسي؟!ّ غيروا الأوراق الرسمية إذاً! علماً أن الأسم المشتهر حالياً لم يكن كذلك قبل عقود خصوصاً بالسعودية!