تصايح المحللون، ونظّر المنظرون: الغاء ترامب للاتفاق النووي مع إيران إجراء غير قانوني ومخالف للقانون الدولي وسيؤدي لعزلة أمريكا ويضرب مصداقيتها في مقتل.
تابع “المعتّرون” من فقراء لبنان التنظير وعميق التفكير، ورافقهم “المشحترين” السوريين من ضحايا القصف الروسي والسوري وميليشيات إيران الطائفية، وانضم إليهم “طايح الحظ” من مشردي العراق الذي نهبته ميليشيات تأتمر بأمر سليماني وترفع صور الخميني ببغداد، وتردد صدى التعجب في جبل مران بشمال اليمن لدى “طفشان” يمني تسومه ميليشيات الحوثي الخسف، والأغرب أن فقراء إيران ومعدميه هتفوا معهم بصوت واحد: “وأنا مالي؟”.
زاد نظام الملالي بطهران من إنفاقه العسكري في العام 2017 بنسبة 128% ذهبت معظمها للتدخل في شئون العراق وسوريا ولبنان واليمن وإنشاء الميليشيات الطائفية وتسليحها، لم ينتبه المتباكون على سمعة أمريكا وخشيتهم على القانون الدولي للتدخل الإيراني بشئون شعوب المنطقة، ولم يخطر ببال هؤلاء أن الدول التي لإيران ميليشيات بداخلها هي أقل دول المنطقة استقرارا وأكثرها فقرا وتخلفا، الاتفاق النووي مع إيران الذي هندسته هيلاري كلينتون وأتمّه جون كيري ونفذه بالمليارات نقدا باراك أوباما فهمه النظام الإيراني على أنه ضوء أخضر من أمريكا والدول الكبرى على أن تعربد كيفما تشاء في المنطقة من العراق وحتى المغرب غربا، إلى حلب وحتى السودان جنوبا، ولم تستثن البحرين ولا حتى الكويت التي تقيم معها أحسن العلاقات الإقليمية، فكلنا يعرف قضية خلية العبدلي وسلاحها الذي كان يعد لتنظيم ميليشيا شبيهة بحزب الله بلبنان والعصائب بالعراق وأنصار الله (الحوثيين) باليمن.
المتضررون من إلغاء الاتفاق هم من سال لعابهم للصفقات التجارية مع السوق الإيراني من أوروبيين وروس وصينيين وأتراك، أما بقية الخلق من ضحايا العربدة والعجرفة والتدخلات الإيرانية، فلا جمل لهم ولا ناقة سواء بقي الاتفاق أو ولى بغير رجعة، وما يهمهم هو إلغاء التدخل وتلاشي الميليشيات الطائفية التي صنعتها وغذتها ودربتها ومولتها وسلحتها إيران- باعتراف قائد أكبر ميليشيا لبنانية مسلحة حسن نصرالله.
لسان شعوب المنطقة وتطلعاتهم بمن فيهم الشعوب الإيرانية المبتلاة يردد: كفوا نظام الملالي عن بلداننا فوالله لقد اثاروا الفتن وأشعلوا الحروب ونفثوا سموم الطائفية وخربوا البلاد، وعاثوا بالأرض الفساد، ولا يهمنا الاتفاق لأننا غير معنيين به سوى بأنه قوى الملالي وزادت من غطرستهم ودسائسهم في بلادنا المنكوبة.
أضف تعليق