احتجت وزارة الخارجية السودانية، على مسلسل رمضاني مصري يتم بثه حاليًا عبر قنوات مصرية فضائية، قالت الخرطوم إنه يصور السودان كـ “بلد يأوي الجماعات الإرهابية”.
واستدعت الخرطوم، السفير المصري وقدمت له احتجاجًا رسميًا، كما قدمت السفارة السودانية بالقاهرة احتجاجًا رسميًا أيضًا لدى وزارة الخارجية المصرية.
وأثار مسلسل “أبو عمر المصري” جدالًا وانتقادات في مصر والسودان، بسبب تصوير الحلقة الأولى منه السودان كدولة تأوي التنظيمات الإرهابية وتنبع منها وبها قواعدهم للإرهابيين في مزارع بالدمازين وكردفان، ويُشير إلى أن جماعات مصرية “إرهابية” تتخذ من بعض المناطق بالسودان مقرًا لها.
وجاء في بيان الخارجية السودانية، بأن سفارتها في القاهرة سبق وقدمت احتجاجًا رسميًا لدى وزارة الخارجية المصرية قبل بث المسلسل.
وصرّح متحدث باسم خارجية الخرطوم، بأن “المسلسل تم الترويج له بصورة عكست إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان”.
وأوضح أن القائمين على المسلسل “سعوا لإيهام المتابعين بأن بعض أجزاء السودان كانت مسرحًا لبعض أحداثه”.
وأشار إلى أن القائمين على المسلسل استخدموا العديد من الوسائل؛ كلوحات السيارات السودانية “التي تعد رمزًا سياديًا لا يجوز التعامل به، إلا بعد الحصول على موافقة من السلطات السودانية المختصة”، حسب قوله.
وأضاف: “استدعت الوزارة يوم 16 مايو الجاري السفير المصري بالخرطوم وأبلغت سفارته احتجاجًا رسميًا كما سلمت مذكرة بذلك لسلطات بلده”.
وذكر أن الخارجية طلبت من السلطات المصرية المعنية المبادرة لاتخاذ “قرار مناسب” يضع حدًا أمام ما أسمتها “محاولات البعض العبث بمصالح ومكتسبات البلدين”، في إشارة لحذف هذا الجزء من المسلسل أو وقفه، بحسب مصدر دبلوماسي سوداني لـ “قدس برس”.
وأشار بيان الخارجية السودانية، إلى أن وزير الدولة بالخارجية، محمد عبد الله ادريس تناول أمر المسلسل “الرديء”، وطلب إيقاف محاولات “العبث والتشكيك في علاقات القاهرة والخرطوم”.
ونوه إلى أن هناك تنسيق أمني كبير بين الأجهزة العسكرية والأمنية والشرطية في مصر والسودان، وفقًا لاتفاق بينهما لا يسمح بأي نشاط وأعمال عدائية من أي بلد تجاه البلد الآخر، ما يعني عدم صحة ما ورد في المسلسل.
وأصدرت شبكة قنوات “أون”، التي تم بيعها مؤخرا لشركة “إيجل كابيتال” التابعة للمخابرات المصرية، بيانا، مساء السبت زعمت فيه أن “المسلسل تم كتابته من وحي خيال مؤلفه، ولم يحتوِ على مشاهد أو تلميحات للدولة السودانية أو حكومتها أو الشعب السوداني الشقيق”، مؤكدة أن “المسلسل لا يمت بصلة لمواقف الدولة المصرية”.
وشددت الشبكة في بيانها على أن “المسلسل لم يتطرق إلى دولة السودان”، وأن “إدارة الشبكة تعلم خصوصية العلاقات المصرية السودانية، وأهمية الشراكة الاستراتيجية بين البلدين وأهمية تعزيز وترسيخ علاقات الأخوة، وتعظيم مساحات التعاون المشترك”.
وتدور أحداث المسلسل، والذي عرضت منه ثلاث حلقات حتى الآن، عن رجل مصري كان يتبع لجماعة متطرفة وقرر تركها، لكن الجماعة تعمد إلى خطف ابنه فيعود الأب لتحريره وتنتقل الأحداث إلى السودان.
وينوه المسلسل إلى وجود مقرات لـ “الجماعة الإرهابية” في السودان، ويظهر في أحد المشاهد من يدعى “أبو حمزة” وهو يتهم الشاب “عمر” بالتخابر مع الأمن المصري وإبلاغه بتواجد المجاهدين في مناطق “الدمازين وكردفان”.
وسبق للخارجية السودانية أن احتجت عدة مرات على تقارير صحفية مصرية العام الماضي تتهم السودان بأنه يأوي مقرات لجماعات إرهابية، ويأوي الإخوان السلمين الهاربين من القمع في مصر، وتحدث بعضها عن مطالب مصرية من السودان بتسلميهم، وهو ما نفاه السودان.
أضف تعليق