دارت عجلة مونديال روسيا، بعد انتظار دام الكثير، ودارت معها، الكثير من التقييمات والانطباعات، منها ما هو على المستوى الفني وأداء الفرق، ومنها ما يتعلق بالجوانب التنظيمية، والأجواء المحيطة بالبطولة بشكل عام.
وربما سيكون من الصعب، الحديث في الوقت الحالي، عن الجوانب الفنية، خاصة مع أداء الكبار المتراجع، والذي وضع الكثير من علامات الاستفهام، في مقابل مستوى مميز من بعض الصغار، لذلك يجب الانتظار حتى الجولات المقبلة، لإعطاء التقييم الكامل لكل منتخب.
لكن على المستوى التنظيمي، تبقى الصورة أكثر وضوحًا، بعدما تم اختبار جميع المدن والملاعب المشاركة في البطولة، كما تم اختبار جميع الإجراءات وأثبتت فاعلية كبيرة.
تحظى البطولة، بإجراءات أمنية، على أعلى مستوى، من أجل تأمين الحدث الكبير وسلامة الجماهير، وإذا أردت المشاركة في أي حدث متعلق بالبطولة، سواء ذهبت للملاعب أو مناطق المشجعين، فعليك أن تمر بالعديد من الإجراءات الأمنية المشددة.
وعادة ما يتم فرض كردون أمني، حول الملاعب، في دائرة تتسع أحيانًا، إلى عدد من الكيلو مترات.
انتقالات سهلة نسبيا
لى مستوى الانتقالات، جاء الأمر جيدًا، على الرغم من المسافات الرهيبة بين المدن، التي تستضيف الحدث الكبير.
وتتراوح وسائل السفر، بين الطيران، وهو الأسرع بالتأكيد، والقطارات التي تنقسم إلى نوعين، منها ما هو سريع، من خلال استخدام قطار الرصاصة أو Sapsan، الذي يوفر الكثير من الوقت، لكنه مكلف ماديًا، مقارنة بالقطارات العادية، التي قد تستغرق الرحلة فيها، أكثر من يوم.
عائق اللغة
من الأمور التي تسبب بعض المتاعب، أزمة عدم وجود لغة مشتركة بين الجماهير التي حضرت للمونديال، وبين معظم الشعب الروسي، مما يسبب صعوبة كبيرة في التواصل.
الأمر لا يتوقف عند مشكلة التواصل، لكن يمتد أيضًا إلى صعوبة قراءة اللافتات، بسبب كتابة بعضها باللغة الروسية، وهذا الأمر موجود في معظم أنحاء أوروبا، لكن الفارق هنا، هو عدم قدرة غير الروس على قراءة الأحرف الروسية، والتي تنطق بطريقة مختلفة، عما هو معهود في باقي البلدان.
أجواء غير مكتملة
مع الوصول إلى المدن الروسية، تبدو الأمور هادئة، في ظل عدم وجود مظاهر كبيرة لكأس العالم، لكن بمجرد الوصول إلى قلب المدن، تظهر بعض الملامح، سواء حول الملاعب أو في مناطق المشجعين، أو في مناطق الجذب السياحي، وإن تحسن الوضع كثيرا، وبدأت المظاهر تنتشر في كل روسيا نسبيا، بعد تحقيق منتخبها، الفوز في مباراتين وضمان التأهل.
وقد يعود هذا الأمر إلى المساحات الكبيرة للمدن الروسية، وفي مقدمتها موسكو، التي تبلغ مساحتها 2500 كيلو متر، أو سان بطرسبرج، التي تبلغ مساحتها حوالي 1450 كيلو متر.
أضف تعليق